236

Ubaxa Aqoonta iyo Midhaha Caqliga

زهر الأداب وثمر الألباب - العلمية

Daabacaha

دار الجيل

Goobta Daabacaadda

بيروت

علم الله منهم قبول الوعظ في الأمر والنهى؛ فحال عليهم الحول وما مهم مفتقد نعمة كان سلبها، وتواترت عليهم الزيادات بجميل الصّنع؛ فاعترف لها الملك بالفضل، فقلدها الملك؛ فاجتمعت الرعية لها على الطاعة في المكروه والمحبوب قال: وهذا وهم أعداء الله تعالى، وضرائر نعمته، ومستوجبو نقمته، أعاد لهم بالشكر ما أرادوا، وأعطاهم بالإقرار له بكنه قدرته ما تمنّوا، فكيف بمن يجمعه على الشكر نوران اثنان: قرآن منزل، ونبىّ مرسل، لو صدقت النيّات، واجتمعت على الافتقار إليه الطلبات؛ لكنهم أنكروا ما عرفوا، وجهلوا ما علموا، فانقلب جدهم هزلا، وسكوتهم خبلا. قطعة صادرة من أقوال الملوك دالة على فضل كرمهم وبعد هممهم غضب كسرى أنوشروان على بعض مرازبته، فقال: يحطّ عن مرتبته، ولا ينقص من صلته؛ فإن الملوك تؤدّب بالهجران، ولا تعاقب بالحرمان. واصطنع أنو شروان رجلا فقيل له: إنه لا قديم له. قال: اصطناعنا إياه شرّفه. قال معاوية ﵁: نحن الزمان، من رفعناه ارتفع، ومن وضعناه اتّضع. وكان يقول: إنى لآنف من أن يكون في الأرض جهل لا يسعه حلمي، وذنب لا يسعه عفوى، وحاجة لا يسعها جودى. عبد الملك بن مروان- أفضل الناس من تواضع عن رفعة، وعفا عن قدرة؛ وأنصف عن قوّة. زياد- استشفعوا لمن وراءكم؛ فليس كلّ أحد يصل إلى السلطان، ولا كلّ من وصل إليه يقدر على كلامه. المهلب- عجبت لمن يشترى المماليك بماله، كيف لا يشترى الأحرار

1 / 254