وهو إذا ما سكنت ساكن
كأنما الريح له روح
105 ،
106 (9-2) سباهي زاده
تحدث سباهي زاده عن البحر الأعظم (المحيط الأطلسي) فقال: «وأكثر ما يبلغ سالكو البحر الأعظم من جانب المغرب سفالة الزنج ولا يتجاوزونها، وسببه أن هذا البحر طعن في البر الشمالي في ناحية المشرق ودخله في مواضع كثيرة، وكثرت الجزائر في تلك المواضع كالرانج والرنجات وقير والوقواق والزنج، وعلى مثله بالتكافؤ طعن البر في البحر الجنوبي في ناحية المغرب وسكنه سودان المغرب وتجاوزوا فيه خط الاستواء إلى جبال القمر التي منها منابيع نيل مصر فحصل البحر هناك فيما بين جبال وشعاب ذوات مهابط ومصاعد، يتردد فيه الماء بالمد والجزر الدائمين ويتلاطم فيحطم السفن ويمنع السلاك، ومع هذا فليس بمانعه عن الاتصال ببحر أوقيانوس من تلك المضائق، ومن جهة الجنوب وراء تلك الجبال فقد وجدت علامات اتصالها ولم يشاهد، وبذلك صار بر المعمورة وسط ما قد أحاط به باتصال، وفي خلال هذا البر مستنقعات مياه كثيرة مختلفة المقادير؛ فمنها ما استحق بعظمته اسم البحر كبحر نيطش الأرمني وبحر الروم وبحر الخزر.»
107
وفي إطار حديثه عن البحر الأعظم ذكر مؤلف مجهول (توفي بعد 372ه/بعد 982م): «وفيه يحدث المد والجزر مرتين في اليوم والليلة من حدود القلزم حتى الصين. والمد هو أن يزداد الماء ويرتفع، والجزر هو أن يقل الماء وينخفض. وفي أي بحر آخر لا يكون المد والجزر إلا بزيادة أو انخفاض الماء في البحار.»
108
وقوله «مرتين» إشارة إلى المد والجزر نصف النهاري.
الفصل الثالث
Bog aan la aqoon