Dhacdada Mad-da iyo Jazradda Baddaha
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
Noocyada
29
من ذكر زيادة ما المد من وقت إلى وقت ومن نقصانه فليست تلك الزيادة ولا ذلك النقصان بمستوى القدر والكمية، بل يختلف؛ لأنه ربما زاد في بعض الأيام شيئا من الأشياء ويزيد بعده أو قبله أكثر منه أو أقل وكذلك النقصان فاعلم ذلك.
وهذه الدلالات السبعة الطبيعية المفردة التي ذكرناها فإن لكل واحدة منها دلالة على حدة على كثرة المد وقلته وقوته أو ضعفه واعتداله، فاعرف هذه الدلالة فإنه إذا اجتمعت كل هذه الشهادات التي تدل على كثرة ماء المد في وقت من الأوقات فإنه يكون ماء المد كثيرا قويا غالبا طويل الزمان، وإن اجتمع بعضها كان دون الأقل، وكلما قلت شهادات المد كان المد أضعف فإن اجتمعت شهادات اعتدال المد كلها في وقت كان المد معتدلا، وإن كان بعض الأدلة يدل على زيادة ماء المد وبعضها يدل على النقصان فإنه يكون ماء المد معتدلا أيضا وإن اجتمعت شهادات في قلة ماء المد في وقت فإنه يدل على غاية قلة ماء المد وضعفه.
والجهة الثامنة:
في قوة ماء المد والجزر من الدلالات العرضية، فأما الجهات السبع الطبيعية فقد ذكرناها فيما تقدم وإن شيئا منها من خاصية دلالة القمر، والسابعة من تقوية الشمس له، ونحن نذكر الآن الدلالة التي تعرض لتقوية المد والجزر وكثرة مياهها وقلته من الرياح العارضة في البحر. فاعلم أن للبحر ريحين: إحداهما الريح الخاصة التي في جوف الماء، وهي المقوية للمدود، وقد ذكرنا هذه الريح عند ذكرنا المد والجزر. والثانية الريح التي تكون في الجو وهي الريح العامة التي يشترك فيها أهل البحر وأهل البر في المواضع كلها، وهي تهب من نواح مختلفة كالمشرق والمغرب والشمال والجنوب، وفيما بين هذه المواضع التي ذكرنا فاعرف هذه الرياح ونواحيها التي منها تهب، واعرف الريح التي تهب من الناحية التي منها تكون جهة جرية المد والريح التي تهب من الناحية التي تكون منها جهة جرية الجزر.
واعلم أن القمر إنما يكون طلوعه وحركة الفلك له من المشرق إلى المغرب، وأن جرية الماء إنما تكون على جهة حركة الفلك للقمر، وأن الجزر يكون جهة جريه من المغرب إلى المشرق؛ فالريح التي تهب من الناحية التي يغرب فيها القمر هي مقوية لجرية الجزر، وقد ذكرنا فيما تقدم أن المد والجزر الذين يكونان والقمر في النصف الأعلى من الفلك أن زمان أحدهما مثل زمان الآخر، وكذلك يكون إذا كان القمر في نصف الفلك الأسفل يكون زمان أحدهما مثل زمان الآخر من حصة دلالة القمر الطبيعية، إلا أنه يعرض لهما في بعض الأوقات أعراض فيكون القمر في نصف الفلك الأعلى، أو في نصف الفلك الأسفل وزمان أحدهما أطول أو أقصر من زمان الآخر، والذي يعرض للمد في طول زمانه من جهتين:
فالجهة الأولى:
بسببها يكون زمان المد طويلا أن تكون أدلة كثرة الماء وقوته كثيرة فتدوم حركة ماء المد وشدة جريه، وغلبته، وحسبه أن يجوز الوقت الطبيعي الذي دل عليه القمر، فيطول لذلك زمان المد، وقد ذكرنا هذه الأدلة فيما تقدم.
والجهة الثانية:
أن يكون في وقت المد رياح قوية عاصفة مقوية لجرية المد
Bog aan la aqoon