Dhacdada Mad-da iyo Jazradda Baddaha
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
Noocyada
والرابع: صعوده أو هبوطه الفلك المائل وجهة عرضه.
والخامس: كون القمر في البروج الشمالية والجنوبية.
والسادسة: الأيام التي يسميها البحريون الذين في المغرب وأهل مصر وما يليها أيام زيادة
21
الماء ونقصانه. وهذه الجهات الستة هي من خاصة دلالة القمر.
والجهة السابعة معرفة قوة المد وضعفه من طول النهار والليل وقصرهما من خاصة دلالة الشمس.
والثامنة معرفة الرياح المقوية للمد والجزر.
الجهة الأولى:
فأما الجهة الأولى في معرفة كثرة المد وقلته وأن تنظر في حالات القمر فإن له أربعة مواضع تختلف فيها حالاته ودلالاته على كثرة ماء المد وقلته ويكون ذلك على قدر حاله من الشمس، أوله اجتماع القمر مع الشمس، والثاني إذا كان بين القمر والشمس تسعون درجة ويكون في جرم القمر نصف الضوء وهو زايد في الضوء وهو التربيع الأول، والثالث إذا كان القمر في مقابلة الشمس. والرابع إذا كان بين القمر وبين الشمس تسعون درجة وهو حيث يبقى في جرمه نصف الضوء وهو ناقص وهو التربيع الثاني، فإذا كان القمر مجامعا للشمس فإنه يكون ماء المد كثيرا قويا طويل الزمان، ويكون زمان الجزر أقل منه؛ لأن القمر إذا جامع الشمس زاد اجتماعه معها في قوة القمر دلالة القمر، فيكون تحريكه للماء في ذلك الوقت أكثر منه في غير ذلك الوقت، وكذلك القمر إذا جامع كوكبا من الكواكب الدالة على قوة المد زاد ذلك في قوته فتقوى حركة ذلك المد لقوة القمر ويكون ماء المد زائدا إلا إذا فارق الشمس فإنه يكون في ذلك الوقت أقوى، وطويل فعلا في المد منه إذا فارقه غيرها للعلة التي ذكرنا ولا زالت في القمر من الفعل ما ليس بشيء من الكواكب فيه مثل
22 ... وجزائر يبسط فيها المد عند المد، ويكون الغالب على أرضها الصلابة وفوقها الجبال، فإذا كان وقت المد وتنفس ماؤها وأسفر على شاطئها وبلغ إلى أرضها وجزائرها فمدت وجزرت كما يمد ويجزر بحر فارس وبحر الهند وبحر الصين والبحر الذي بقرب القسطنطينية وإفرنجة وغيرها من البحار التي هي ضعفها، فبهذه الأشياء يكون اختلاف حالات البحار في المد والجزر على ما ذكره القدماء ممن نظر في العلوم الطبيعية. فقد تبين لنا صفة المياه التي لا تمد ولا تجزر والتي يتبين فيها المد والجزر. وتبين لنا أن البحر لا يتغير من ذاته، وأن القمر علة التنفس وهو المحرك لماء البحر بطبعه.
Bog aan la aqoon