Dhacdada Mad-da iyo Jazradda Baddaha
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
Noocyada
فإذا وافق بعض الكواكب السيارة الشمس، وهي في أحد البيوت الجنوبية أو الشمالية، واشتد حموها، واشتد لذلك سيلان الهواء، فكان المد السنوي في خلاف جهتها أشد وأكبر، وكان الجزر أيضا أشد وأكبر.
فأما المد الشهري فإنه يعرض في كل شهر، في الاجتماع والامتلاء، بحالين مختلفتين. أما الاجتماع فإنه لمقارنة الشمس يزيد في المد السنوي، ويضعف عن زيادة مثل ذلك [في المد الشهري] لاضمحلال نوره وانعكاسه إلى العلو؛ أعني إلى جهة الشمس.
فأما في الامتلاء فيحمى الجو حميا شديدا، وتظهر زيادته في المد الشهري ظهورا بينا. وكذلك يعرض إذا ربع الشمس من الشمس من الجهتين جميعا؛ أعني من يمين الشمس ويسارها فإنه في ذلك الأوان ينقص بالدنو وشدة الهبوط إلى الأرض. فإن وافق في ذلك الأوان أن يكون في فلك حضيض تدويره،؛ كان المد الشهري أزيد، وإن اتفق أن يكون في ذروة فلك تدويره، كان أقل من ذلك.
فأما المواضع من الفلك الفاصلة أبعاد ما بين الاجتماع والتربيع [الأول] وما بين التربيع [الأول] والمقابلة، وما بين المقابلة والتربيع الثاني، وما بين التربيع الثاني والاجتماع، بنصفين نصفين، فإنه المواضع التي إذا حلها القمر، كان نقص الماء وجزره الشهري أشد ما يكون وأكبره، إلا أن الفاصل ما بين التربيع الأول والامتلاء، و[الامتلاء] والتربيع الثاني، بنصفين نصفين، أفضل جزرا من الفصلين الآخرين، أعني المتوسطين بين الاجتماع والتربيع الأول، والتربيع الثاني والاجتماع؛ لأن القمر في الفصلين اللذين يليان الامتلاء أكثر ضوءا منه في الفصلين الآخرين اللذين يليان الاجتماع.
وقد يغير ذلك مشاهدة الزهرة وعطارد للقمر أو غيبتهما عنه ومخالفتهما له في الجهة، لمشاكلتهما للجرم الأوسط، أعني الأرض والماء، فإنهما ظاهرا الأثر فيهما، لمثل العلة التي قدمنا من مشاكلة القمر للأرض. فإن العدد الأول التأليفي المنسوب إلى كرتيهما وهي الرابعة من الأكر من العدد المنسوب إلى كرة الأرض والماء، وهي الكرة الأولى من السفل من نسبة المضاعف الاثنيني، كما بينا ذلك في كتابنا «في نضد العالم ومشاكلة أكره».
فنقول إن فلك معدل النهار وفلك البروج دائرتان عظيمتان، تقاطعان على أنصافهما. وميل دائرة فلك البروج على دائرة معدل النهار في جهة الشمال مساو ميل دائرة فلك البروج عن دائرة معدل النهار في جهة الجنوب. فالمنقلبان اللذان هما نهاية الميل في الجهتين جميعا بالطبع متفقان، وأما بالعرض فمختلفان، أعني أنهما جميعا منقلبان، إلا أن أحدهما تقبل منه [الشمس] من الشمال إلى معدل النهار، والآخر تقبل منه من الجنوب إلى معدل النهار.
وكذلك الاعتدالان بالطبع واحد، إلا أن أحدهما تخرج منه المتحركات السماوية إلى جهة الشمال، والآخر تخرج [منه] إلى جهة الجنوب.
وكذلك الحر المتوسط بين المنقلب والاعتدال متساو بالطبع ونظيره، متضادان بالعرض؛ لأن أحدهما يخرج منه إلى ضد الجهة التي يخرج من الآخر إليها.
فإذ كل فلكي ونظيره بالطبع واحد، فينبغي أن يفعل فعلا واحدا فيما نسبته إليه متساوية. فأما دائرة معدل النهار والدائرة الموازية لها، فهي واحدة بالطبع، وليس يعرض لها ما يعرض للمائلة؛ فينبغي أن يكون فعلها فيما فعلت فيه من جهتها فعلا واحدا. وأما من جهة المنفعل بها [فيكون الفعل] على قدر المواضع الموضوعة
9
Bog aan la aqoon