Zahir Fi Gharib Alfaz Shafici
الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي
Tifaftire
مسعد عبد الحميد السعدني
Daabacaha
دار الطلائع
باب في اللقطه
روى الليث عن مظفر عن الخليل انه قال اللقطه الذي يلقط الشيء بتحريك القاف واللقطه ما يلتقط بسكون القاف قال أبو منصور: وهذا الذي قاله قياس لان فعله في أكثر كلامهم جاء فاعلا وفعل جاء مفعولا غيرأن كلام العرب جاء في اللقطه على غير القياس واجمع أهل اللغة ورواة الاخبار على أن اللقطه هو الشيء الملتقط روى أبو عبيد عن الاحمر١ أنه قال هي اللقطه والقصعه وكذلك قال الفراء وابن الاعرابي والاصمعي وأما اللقيط فهو الطفل المنبوذ الملقوط.
العفاص والوكاء:
واما قوله ﷺ: "احفظ عفاصها ووكاءها" ٢
فان العفاص هو الوعاء الذي تكون فيه النفقه إن كان من جلد أو خرقه أو غير ذلك ولهذا سمى الجلد الذي يلبس رأس القاروره عفاصا لأنه كالوعاء لها وليست بالصمام وإنما الصمام الذي يسد به فم القاروره من خشبه كانت أو من خرقه مجموعه والوكاء الخيط الذي يشد به العفاص يقال عفصتها عفصا إذا شددت العفاص عليها واعفصتها اعفاصا إذا جعلت لها عفاصا.
واما قوله في ضالة الابل: "مالك ولها معها حذاؤها وسقاؤها" فانه أراد بالحذاء اخفافها ومناسمها وانها تقوى بها على قطع البلاد الشاسعه وورود المياه النائيه وأراد بسقائها انها إذا وردت الماء شربت منه ما يكون فيه ريها لظمئها وهي من اطول البهائم ظمأ لكثرة ما تحمل من الماء يوم ورودها.
وأما الحديث الآخر أن رجلا قال لرسول الله إنا نصيب هوامى
١- اسمه: على بن المبارك، كان مؤدب محمد بن هارون الأمين. مات سنة ١٩٤ هـ. انظر: "إنباء الرواء" "٢ / ٣١٧ – وهامشه".
٢- متفق عليه: من حديث زيد بن خالد الجهني رضى الله عنه. وانظر: "الإرواء" برقم "١٥٦٤".
1 / 176