اسبطر
25
الدم، كأنما خرج من مكمنه ليتبين أكان بروتاس ذاك الذي دق عليه تلك الدقة النكراء أم كان أحد خلافه؟ لأن بروتاس قد كان كما تعلمون توءم نفس قيصر وشقيق روحه، أيتها الآلهة، إنك أنت العليمة بمبلغ مودة قيصر لبروتاس، والشهيدة على فرط حبه إياه، لقد كان بروتاس أعق الجميع وأقساهم، وذلك أن قيصر النبيل لما رآه يطعنه كان الجحود والكفران أشد عليه وأوجع له من طعنات الغادرين، فقهره وصرعه، وعندئذ تفطر قلبه العظيم وتفتت فاختمر
26
بردائه وتلثم، ثم عمد إلى تمثال بومبي الذي كان يتحدر منه الدم ويتحلب، فخر على قاعدته صريعا وهوى مجندلا، أي إخواني الكرام، أي سقطة كانت سقطته؟! وأي صرعة صرعته؟! إنها لم تكن سقطة فرد بل سقطة أمة بأسرها،
27
لقد هويت وهويتم وهوينا جميعا لما هوى قيصر، بينما الخيانة السفاكة السفاحة المخضبة بالدماء ظفرت بنا واستعلت علينا. الآن تبكون وأراكم تلبون داعي الرثاء وتحسون مس الرحمة، ألا حبذا هذه القطرات الطاهرة المقدسة، أيها الكرام الأبرار، ما أعجب حالكم! أإن رأيتم رداء قيصر جريحا طعينا،
28
أقبلتم تبكون أسى ولوعة؟ فكيف إذا رأيتموه نفسه؟ هاكم قيصر ذاته، فانظروا كيف مزق الغادرون جوارحه وأثخنوا جراحه؟!
الرجل الأول :
Bog aan la aqoon