فالنبيلة تهدده باستقبال ولي العهد في مقصورتها والإقبال عليه بالمغازلة الفاضحة، التي لا بد أن يلحظها الجمهور.
ويجن جنون الممثل فيسألها عن شروطها، فلا تشرط عليه شيئا إلا أن يعانق على المسرح ممثلة غير الفتاة الجميلة «أنا دنبي».
وإن المسكين ليعلم أن المغازلة في مقصورة علنية بين المعشوقة النبيلة وولي العهد لا تكون إلا دورا من أدوار التمثيل.
ولكن هذا الذي يعنيه دون الحقيقة؛ فهو لا يرضي كبرياءه إذا كانت النبيلة تحبه في سريرتها ويرى الجمهور منها أنها تغازل ولي العهد على منظر منهم ومن صاحبها كين.
فلا كبرياء في هذا الحب المسرحي، بل هو إذلال ومجاهرة بالإذلال في غير مجاملة.
وعلى هذه الوتيرة تجري مناظر الرواية كلها، وتنكشف العواطف الإنسانية بين يدي سارتر من وراء المظاهر الفنية والطبيعية.
ويريد سارتر مع هذا أن يحسب في الفلاسفة، ولا يسره أن يخرج من عدادهم ليلحق بزمرة الروائيين.
اضحك معي أيها القارئ غير مأمور.
تاريخ المستقبل
وددت أعرض على القارئ تلك المقارنة البديعة، التي جاءت بها يراعة «ونتوورث دي ويت»
Bog aan la aqoon