Whispering Gaileny :
لم يكن كتشنر يعير الثقافة الأدبية ذرة من الالتفات، وقد يقرأ بعض الكتب لاستقاء المعلومات ويندر أن يقرأها للمتعة؛ فإذا جرى حديث الثقافة، غاص في أعماق نفسه ولم ينبس بكلمة. وجرى الحديث يوما عن شكسبير، فتداوله الحاضرون حتى لاحظ مورلي أن كتشنر شارد الذهن لا يصغي إليه، فاجتهد في جذبه إلى المحادثة، وأفلح في لفت نظره إلى جلسائه بعد شروده بين الجدران، وسأله: ما رأيك بحق في شكسبير؟ وشاع في المجلس صمت الأموات، وكتشنر يقلب نظره من وجه إلى وجه بين الحاضرين، ثم استقر نظره على جون مورلي، فقال أخيرا: شكسبير! ثم صمت هنيهة وعاد يسأل: أليس هو ذلك القائل الذي يتحدث عن الخيلاء والفخامة وميادين الحروب الظافرة!
وراغ الحاضرون عن الجواب. •••
ولا نخال أن أحدا يرتاب في فدامة مخلوق إنجليزي لا يعرف شيئا أكثر من هذا عن شكسبير، ولو من المسارح أو الإعلانات أو الصحف أو أحاديث الدهماء، ولا نقول الخاصة والمطلعين.
وقد كان هذا الرجل يسلط على الشعوب والرجال في الأمم المنكوبة بالاستعمار، ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه في عظيم من أمرها أو حقير، وكان يستكثر على العظماء والرؤساء ألا يعاملوه معاملة الملوك أو الأرباب؛ لأنه كما قال عنه شرشل يعامل الناس كالآلات، ولم يكن في الوقت نفسه يتورع عن زيارة محتال مشهور في بيته للتفرج كما يقول على مجموعة السجاجيد، ولا كان يتورع عن إهداء الدبابيس المرقومة بحرفي اسمه ولقبه
K. K.
لأناس لا يلقاهم في مصلحة من المصالح العامة، ولا في شأن من شئون السياسة!
ويقال في أحاديثه وحوادثه بعد ذلك إنها قصة نزاهة وعدالة، وبينها وبين النزاهة والعدالة ما بين النقيضين.
أسباب تاريخية؟ أو استعمارية؟1
المستعمرون كملوك البربون في فرنسا، لا يتعلمون شيئا ولا ينسون شيئا.
Bog aan la aqoon