ولكن الأرض تحركت؛ لأن هناك شيئا خارجا على الحياد بين الجاذبية والاندفاع، ولولا أن الأرض تملك ذلك الشيء الذي يقاوم جذب الشمس ودفعها على السواء، لسقطت بغير حراك.
ربح وخسارة
وبعد، فإن الحياة «لعبة» لم تخلق ليخرج منها اللاعبون متعادلين «كيت» على سواء.
وإنما خلقت الحياة لتقاوم ما حولها وتتغلب على كل مقاومة، وإنها لحية قادرة ما دامت «تقاوم» وتتغلب، فإذا تعادلت قوى العمل والسكون، أو قوى البناء والهدم، وقفت وآذنت بالانحلال ثم الزوال.
الحياة قوة تعمل وتقاوم الحوائل دون عملها، وظهورها بين عناصر المادة نفسه إنما هو ظهور شيء يتجه مع الدوافع والبواعث، ولا يقف متوسطا بين جميع الاتجاهات، وكلما ارتقت الحياة تبين ارتقاؤها في وسائل الاتجاه لا في وسائل الوقوف والسكون بين الأطراف، فهي إذا أرادت عملت، وإذا عملت قدرت على المضي إلى وجهتها وتوسلت لها بوسائلها، ومقياس الارتقاء بين حياتين أن الحياة الأرقى مريدة فعالة، وأن الحياة التي دونها تخضع لما حولها وتتكيف بالمؤثرات ولا تؤثر فيها.
ولنضرب مثلا بالأستاذ توفيق نفسه، وهو يهم بتأليف الكتاب عن التعادلية.
فماذا كان يحصل لو تعادلت أسباب الكتابة وأسباب السكوت؟
لا توجد فلسفة التعادلية.
وفلسفة التعادلية على كل حال شيء خارج على الحياد، وينبغي أن يكون خارجا على الحياد في الساعة التي يحاول فيها إقناعي بالتعادلية، ويحاول فيها أن يصل إلى يدي ثم إلى إرادتي ثم إلى عقلي، ثم إلى عملي بعد الفراغ من الإقناع.
وحمار الحكيم
Bog aan la aqoon