ولعلها أيضا كانت حلقة في لعبة الشطرنج الدائرة بين الطرفين؛ فقد أنزلتنا سيارات «الترحيلات» في الطرقات في ساعة متأخرة من الليل بعد التنبيه علينا بتسليم أنفسنا إلى مراكز الشرطة في الصباح لإتمام إجراءات الإفراج وتسجيل العناوين التي ستجرى بها المراقبة القضائية.
قضيت الليلة مع آخرين من زملائي في منزل لا أذكر صاحبه بحي
القلعة . وفي الصباح توجهت إلى قسم شرطة شبرا الذي يقيم
أحمد القصير
في دائرته. وكنت قد اتفقت معه على أن تجري مراقبتي القضائية في منزله.
رافقني أحد الجنود من مركز الشرطة إلى منزل
القصير . استقبلتنا أخته معتذرة عن عدم قبولي بسبب حضور والديها من الريف. فعدت إلى مركز الشرطة، وفي المساء ظهر
محمد الخياط ، الذي قضى اليوم في الطواف على مراكز الشرطة، لإخراج المحتجزين من زملائنا، مستغلا أمرين؛ الارتباك السائد في دوائر الشرطة بسبب الإفراج المفاجئ عن أعداد كبيرة من المعتقلين والمسجونين. والثاني بشرته البيضاء وقامته الطويلة وملابسه الكاجوال وحذاؤه الرياضي وكلها توحي بأنه من رجال المخابرات. وبالفعل نجح في الإفراج عني، ولا أدري أين قضيت الليلة، وفي الصباح أسلمت نفسي إلى مركز شرطة
مصر الجديدة
وسجلت نفسي في بيت إحدى قريباتي. وبعد شهرين - في أول يوليو 1964 - استأجرت غرفة مفروشة في أحد منازل
Bog aan la aqoon