Maalinta Ibliisku Dhintay
يوم مات الشيطان
Noocyada
أثناء عودة النسوة من السوق، كان مروان يتساءل في نفسه: «كيف ستكون المتعة مع حورياته دون اللقاء الحميمي المعتاد الذي يعرفه؟ لماذا لا توجد غيرة في هذا العالم؟! ولماذا لم يعد للذهب والدر قيمة؟! تعلق على صدور التماثيل وليس على صدور النساء. إنه عالم جديد حقا!» كانت المركبة تطير في الجو، وهو ينظر إلى المدينة كمن يفتش عن شيء. قال لهن: لم أشاهد صومعة مسجد منذ أن أتيت إلى هذا العالم، ألم تعد هناك مساجد في صنعاء؟! ماذا جرى للإسلام في هذا العصر؟! - ستعرف كل شيء قريبا.
بدأت السماء تمطر وهم في الجو، فجأة رأى هالة شفافة تحيط بالمركبات، والناس في الشارع يخرجون من جيوبهم ما يشبه الأقلام، تحولت إلى مظلات شفافة. أخبرته النسوة عن تلك المظلات الإليكترونية، وعن موسم الأمطار الذي يستمر عشرة أشهر في السنة. تذكر حياته السابقة، وهو في حيرة من أمره من فارق الزمن الذي قيل له، إنه أكثر من خمسمائة عام، وهو لم يغادر حياته السابقة إلا قبل عشرة أيام. أيصدق نفسه، أم يصدق الواقع الذي هو فيه؟! فجأة رأى برقة تصطدم بمركبتهم، فخاف وباشرت إحداهن تزيل دهشته، وتخبره بأنهم يستفيدون من البرق، وأن هناك مراكز تمتص تلك الطاقة الكبيرة، كما أنهم يتزودون من طاقة النجوم.
هبطت المركبة في شرفة منزلهم، وهو يفكر بما قيل له عن المناخ والبرق. استقبلهم الهيوموروبوت خادم أو مدبرة المنزل، لم يعد مروان يدري، الذي راح يرحب به على أنه كريم نورين، ويسأل هل شفي مما أصابه؟ لم يقتنع بما أخبرنه أنه مروان، وليس «كريم» وهو يقول: أنا لا أراه إلا «كريم»، وسيشفى من مرضه.
رحب المنزل بعودتهم كما يحدث كل مرة عند عودة النساء من العمل. جلست النسوة والغبطة في وجوههن بعودة مروان إليهن. قدم لهم الهيوموروبوت الحليب الممزوج بعصير العنب، ومروان يفكر كيف يتزوج بسبع نساء، في ظل قانون هذا العصر، ما لم يسمح به شرع الله، وهو يشعر بلهفة اللقاء. طلب منهن قاضيا؛ ليكتب عقد زواج بأربع منهن، والثلاث الأخريات يهبن له أنفسهن ملك يمينه، ويكون بهذا العمل قد وفق بين شرع عصره القديم وقانون العصر الجديد.
وافقت النسوة على طلباته، وأخبرنه أن القاضي سيصل قريبا. جلسوا يشربون الشاهي الأخضر، وهم يشاهدون البث التليفزيوني، الذي يبث من سطح الغرفة إلى وسط الصالة، تبدو المشاهد حية بأبعادها الرباعية. كانت النسوة ترى الذهول في عيني مروان، وهو يحتسي الشاي! ثم أسرع إلى المطبخ، وعاد بحزمة منها، ومضغها، والنسوة تتعجب من تصرفه الغريب، وهو يقول: «هكذا يمضغ القات» وحشا فمه بأوراقه وهو يضحك. فجأة ظهر رجل يقف في الصالة تحت جهاز بث التليفزيون يتحدث بلغة لا يفهمها مروان، وهو يتقدم نحوهم. لم يستغرب مروان مما يراه، وكيف ظهر الرجل فجأة في الصالة؛ فهو يعيش في عالم السحر أو عالم الجن، كما يراه أحيانا. تحدثت إحدى النساء مع الرجل الطيف قائلة: لقد وصلتك المعلومات عن اختفاء شريكنا السابق كريم نورين في ظروف غامضة، وارتباطنا برجل آخر اسمه مروان غصون سعيدة، وتم تسجيل الأسرة في المستشفى تحت رقم 26000 م-ر-ب. واستدعيناك بحسب طلب شريكنا الجديد، فهو غريب عن عالمنا.
كان الرجل الطيف ينظر إلى مروان، يتعجب من انتفاخ خده الأيسر ككرة صغيرة، وأخبرهن بأنه يشبه شريكهن السابق، لولا ذلك الورم الذي في خده. تساءل عما جرى له؟! أخبرته مريانا أن مروان لديه طريقة غريبة في تناول أوراق الشاي، ثم أخبرته بأن يبارك شراكتهن الحالية مع مروان حسب رغبته الغريبة، ويخبره أنه أصبح زوجا لهن. قال الرجل الطيف لمروان: لقد زوجتك بأربع نساء هن: مريانا، فرضانا، سيرانا، ريحانة، وأهديتك ثلاث نساء، وهن: فرح، سناء، ناريس، وأصبحت شريكا في الحياة للجميع. أليس هذا ما تريده؟! - وأنا قبلت.
ابتهج مروان وضحك، فطار رذاذ القات من فمه، واخترق الرذاذ جسد الرجل الطيف، وقد ظنه للحظة أنه إنسان، ثم اختفى الرجل الطيف فجاءة. أخبر مروان النسوان أن يزغردن لمثل هذه المناسبات! وجدهن لا يعرفن معنى الزغردة، فأطلق هو زغرودة طويلة. قال الهوموروبوت بروسي: «أظن أن كريم لم يشف تماما من مرضه، سأعتني به أثناء ما تكن في العمل.»
جلس مروان يمضغ القات ويحدث نفسه: «أين أنت يا حميدة لترينني، وأنا مع حور العين؟ كنت ستفقئين عيني يوما حين نظرت إلى جارتنا «حفصة»، وتحلفين أنك ستقطعينه وتعطينه القطط لو تزوجت بامرأة أخرى.» ثم تذكر أولاده، وتجارته، وكم قتل من البشر أثناء جهاده في أفغانستان، وأثناء حرب الانفصال في صيف 1994م. وهذه أول مرة يندم على تلك الأعمال، وكذلك أخطاء كثيرة ندم على فعلها، وباشر يدعو الله أن يغفر له. اقتربت منه مريانا، وهي ترى الحزن يكسو وجهه، وراحت تخبره بأنه تذكر شيئا أحزنه في الماضي، وأخبرته أن سيعيش عالما خاليا من الأحزان.
وجد مروان أن مريانا رقيب على أفكاره، وقال في نفسه بأنه لن يفكر في شيء أمام هذه المرأة مرة أخرى! تبسمت مريانا، ومضت إلى النسوة، وجدتهن مسرورات برجل كامل الفتوة، لم تعد موجودة في رجال هذا العصر. أخبرته ناريس عن شعره النابت في خديه، إنه يتكاثر وليس صحيا، ولا بد من إزالته. اعترض مروان على ذلك، واستغرب بأنهن لا يعرفن كلمة لحى! وأنهن لم يشاهدن رجلا ذا لحية أبدا. قالت ناريس: يبدو أنك كنت تعيش في أدغال مأرب، أو غابات الربع الخالي. قريبا يا شريكنا ستصبح رجلا آخر، وستنسى عالمك القديم!
ذهب مروان إلى الحمام لغسل فمه من القات، وهو يتساءل بذهول: كيف تحولت الصحارى إلى غابات؟! وكيف صارت مروجا وأنهارا؟ يبدو أن الساعة اقتربت وصدق رسول الله. بينما هو في الحمام كن يتحدثن فيما بينهن عن طاقته الجنسية التي تبدو كبيرة، ويتوقعن معه لقاء روحيا مذهلا، وقد أشادت البروفيسور ماري بذلك، وهو لم يطلب منهن شيئا مقابل أن يكون شريكهن. بعد عودته من الحمام قربت منه ناريس تعانقه، وأخبرته ألا يشوه خده الجميل مرة أخرى، بحشو ورقة الشاي في خده، وأخبرته أن هذه العشبة تصدر إلى كل أقاليم العالم، منها طازجة ومنها جافة شاي أخضر، وعلاج منشط، وتعتبر أحد المصادر الرئيسية للدخل بعد البن. ثم أخبرته أن خده سيكون أجمل بعد إزالة الشعر منه. أحضرت مرهما ووضعته حول خديه، وبعد ربع ساعة سقطت لحيته بين يديه، ورأى خده لأول مرة منذ أن كان في العشرين يتفاخر بطولها.
Bog aan la aqoon