Maalinta Ibliisku Dhintay
يوم مات الشيطان
Noocyada
ثم ظهر في الصالة، امرأة بعشر أذرع مما أخاف مروان من ذلك المشهد، كأنها أخطبوط، في كل ذراع تحمل نوعا مختلفا من السلاح. تحدث الدليل عنها قائلا: «هي الإلهة درغا التي لا تقهر، الإلهة العليا في الهندوسية، تقاوم الشيطان بتلك الأسلحة. تعتبر أم غانيش وساراسواتي ولاكشمي، وهي أيضا الوجه القوي المحارب للشيطان، ظهر ذلك عند الديانات الإبراهيمية باسم إبليس.»
إله الموت ظهر عند الفراعنة باسم الإله «ست»، و«أوزاريس» وعند الزرادشتية «أنجرا ماينو»، وعند المايا «هون أهوا»، وعند الإغريق الإله «هدز» إلهة الموت، وعند الديانات الإبراهيمية باسم «عزرائيل» .. غضب مروان أكثر، وذهب إلى المطبخ يحاول كسر الأطباق ثم عاد يصفع الدليل.
بينما كان مروان غاضبا في عالمه الفردوسي، كان في عالم الجحيم مستلقيا في غرفة العناية المركزة. خرج أحد الممرضين يدعي «راجح» يعمل من غرفة العناية، شق زحام الممرات يبحث عن عائلة مروان خارج المستشفى. هتف لمعاوية فحضر سريعا، وهو يظن أن أباه توفي. لكن الممرض أفاده بأن أباهم بخير، لكن وجهه يبدو غاضبا جدا. كانت أسرة مروان قد اشترت العلاج من الصيدلية فأعطته، ومنحوه مكافأة سخية للعناية بوالدهم.
بعد ساعة عاد الممرض مسرعا إلى أسرة مروان ينادي معاوية، وقال له: يا أخي، أبوك هذا مرضه غريب. ساعة يبدو غاضبا وساعة مبتسما، لم أشاهد مريضا مثل حالته خلال عملي في العناية المركزة! ثم أعطى معاوية وصفة أخرى لشراء علاجات أخرى لوالدهم.
خلت الشوارع من المارة كأنها مدينة أشباح، والنازحون على المركبات لا يزالون يغادرون المدينة المنكوبة. حضر منير في اليوم الرابع لزيارة عمه مروان في المستشفى. كان على توافق معه، رغم أنهما من حزبين متناقضين في أفكارهما، لكن الغاية وحدتهما. وكان منير معجبا بفاطمة لحماسها في ساحة التغيير أثناء الثورة الشبابية. تعرف عليها في ساحة التغيير عام 2011م. حينها كان لا يعرف أنها أرملة، قتل زوجها في إحدى مسيرات ثورة التغيير. كانت فاطمة - بتشجيع من أبيها - تخرج مع مسيرات النساء. تقف أمام منصة الحشود في ساحة التغيير. كانت تعود مساء إلى منزلها، بينما هو يبقى مع المعتصمين الذين خيموا في ساحة التغيير، لا يفارقونها ليل نهار. يرون أن الشباب هم صانعو المستقبل، وعلى الكبار أن يتركوا لهم المجال الآن؛ فقد فشلوا في تسيير عجلة التطور، بل يدفعونه للوراء طوال عشرات السنين. تبادلا نظرات الحسرة والحب معا، ثم جلسا يتحدثان عن تأجيل الزفاف إلى أن يشفى والدها، ويسود السلام.
بينما كانت فاطمة وخطيبها منير يتحدثان عن خيبة الأمل في عالمهما، كان مروان في عالمه الفردوسي يحدث نفسه أن ما يراه سحر، أو أنه في عالم الجن. يشتم ويلعن الأمم التي ما زالت تعبد الأصنام، رأى ما جعله يلعن أكثر؛ فقد شاهد أصغر النسوة سنا تخلع ثيابها، ودعت الرجل الذي قدم لهن العصير للقاء حميمي معه أمام النسوة. حاول مروان أن يغطي عينيه بكفيه، لكنه كان يرى من بين أصابعه، وهو يقول: «عالم فاجر، فاسق، ولو أنه عالم جميل. لم يخبرنا أحد أن الجن بهذا الفجور، إذن أنا في عالمهم. ترى هل سيواقعهن جميعا هذا العفريت؟!»
كان صوت الرجل مثيرا وتعبيرات وجهه تدل على الإثارة. استمرا نصف ساعة والنسوة ينظرن إليهما، إلى أن أشارت المرأة للرجل بالتوقف. كان مروان يحدث نفسه: «هذا اللقاء الحقيقي، لكنه مستحيل لهذا الرجل أن يلبي رغبات جميع النسوة اللاتي أمامه! تقدمت امرأة أخرى تبدو أكبر سنا من الأولى، ودعته إليها. استمر الرجل مع الأخريات دون كلل، ومروان يذرع الغرفة ذهابا وإيابا بتوتر، يحدث نفسه: «سبع نساء إلى الآن، ولم يتعب هذا الرجل، وهو يقف خلفهن على ركبتيه. مستحيل! هل أنا في الجنة حيث لا يشعر الإنسان بالتعب؟ يا إلهي أين جسدي لأستمتع بهذا العالم؟! لا أستطيع أن أعيش شبحا معذبا في هذا العالم، لا بد أن أمتلك جسدا. ترى ماذا لو أنفذ إلى جسد هذا الرجل، وأجعله قالب روحي؟! لقد أصبحت أعرف أين مركز الروح في الجسد.»
حث مروان روحه لخوض المغامرة. نظر إلى الرجل وقد التقى بثلاث عشرة امرأة، والمرأة الأخيرة تنتظر دورها وهي الأجمل فيهن. وثب مروان بقوة على سرة الرجل، لا سيما وقد عرف مركز الروح هناك؛ إذ بمروان يتفاجأ بصدمة أذهلته. لم يجد داخل الرجل غير أسلاك وأجهزة دقيقة وتروس صغيرة وأنابيب هيدروليكية. تخبطت روح مروان هناك بين تلك الأجهزة، محاولا الخروج من هذه الآلة الشيطانية. وفي الوقت نفسه ازداد نشاط الرجل الآلي مما آلم المرأة. خرج مروان، وقد أصيب بالغثيان، مندهشا مما وجده!
9
عاد مروان إلى المنزل مذهولا بما شاهده، كان يعبر خلال الجدران وهو يحدث نفسه: «أي عالم هذا الذي أنا فيه؟ آلة تضاجع النسوة أفضل من الرجال الأشداء! أين أنا يا رب؟!» وصل إلى المنزل الذي أتى منه، وقف حزينا أمام مرآة المنزل، كما كان يقف في حياته حين كان يمشط شعره، أو يشذب لحيته والحزن يملأ روحه، يدعو الله ألا يعذب روحه الهائمة في هذا العالم. جلس على الكنبة، يقول لنفسه: «كيف سأبقى شبحا في هذا العالم الجميل؟ لا أنا في عالمي الذي أعرفه، ولا أظنني في الجنة، ولا في عالم الجن. لطالما وجدت آلة تقوم مقام عشرة رجال وأكثر!» وأخذ يفكر أنه في كوكب آخر نسخة من الأرض، سماؤهما واحدة.
Bog aan la aqoon