Maalinta Islaamka

Axmed Amiin d. 1373 AH
65

Maalinta Islaamka

يوم الإسلام

Noocyada

وجاء من بعدهم من المستشرقين غير المبشرين، فسلكوا مسلكهم واحتذوا حذوهم، ولم يسلكوا مسلك البحث النزيه المجرد بل كانوا يضعون الاتهام أولا، ثم يبحثون عن الأدلة التي تقوي هذا الاتهام فيما عدا القليل النادر منهم.

وكانت نتيجة هذا كله مأساة فلسطين؛ إذ تخلى عنها الإنجليز من غير إنذار للعرب، ومع تواطئهم مع الصهيونيين على ترك حيفا لهم وإنذارهم لهم بالاستعداد والمقاومة.

وزاد الخصومة شدة بين الأتراك والصليبيين توالي الفتوح، وتقدم الأتراك مدى نحو ستة قرون، فالملك أورخان استطاع بجيوشه الكبيرة المنظمة تنظيما جديدا أن يواصل فتوحه وحملاته في عنف متزايد على المدن الساحلية، وتوفي أورخان سنة 1362م وخلفه ابنه مراد، فاتجه نحو شبه جزيرة البلقان، واستمر في فتحه حتى سقطت أدرنه في يده سنة 1366، وحاول البابا أوروبانوس الخامس أن يدعو النصارى إلى حملة تنقذ أدرنه من يد المسلمين، ولكنه لم ينجح، وظلت بلاد البلقان تسقط واحدة إثر الأخرى، وفقد الصربيون استقلالهم، وحاولوا أن يشنوا غارة فانهزموا، واحتل العثمانيون بعد ذلك صوفيا ونيش 1385-1386 وأتم خير الدين باشا فتح مقدونية سنة 1385، وشيد الجامع الكبير المعروف بإسكي جامع.

ثم استولى العثمانيون على سرى، ومن هناك فتحوا سالونيك، وفي عهد محمد الثاني سقطت القسطنطينية سنة 1453، وحولوا كنيسة أياصوفيا إلى مسجد، ولم يقتض تكييفها إلا تعديلات قليلة لتوافق الشعائر الإسلامية فغطيت روائع الفسيفساء الذهبية التي تزين العقود وتمثل الفن البيزنطي أحسن تمثيل بطبقة من الكلس، وصنع محراب صغير في وسط جناح الكنيسة الجنوبي، وإلى يمين المحراب أقيم المنبر بشبكاته الخشبية المذهبة، وعلقت لوحات مستديرة كبيرة تنتظم اسم الله واسم الرسول وأسماء الخلفاء الراشدين بماء الذهب، وأنشئت في الخارج أربع مآذن، وعهد السلطان محمد للمهندس اليوناني خريستو دولوس بتشييد الجامع المعروف بجامع السلطان محمد الفاتح على أنقاض الكنيسة الرسولية التي كانت فيما مضى مدفن الأباطرة، فأتم الجامع من سنة 1463-1469 وكان هذا الانتصار من الأتراك المسلمين سببا في زيادة غضب النصارى عليهم وشركتهم في الانتقام منهم. وأعقبت - مع الأسف - حركة المد هذه حركة جزر، فانهزم الأتراك البحرية في لبانتى، وعقد السلطان سليم الثاني معاهدة صلح مع النمسا سنة 1568 وتعهد بدفع جزية سنوية مقدارها ثلاثون ألف دوقة.

ومع هذا ظل للأتراك قوة استولوا بها على جزيرة كريت. ولما تولى مراد الثالث بن سليم الثاني انغمس في الشهوات كأبيه، وترك لأمه وزوجته الإيطالية تصريف الأمور، وانصرف هو إلى الحريم، وفي سنة 1570 توجه العثمانيون إلى القوقاز وفتحوا تفليس، وخلف مراد الثالث على عرش السلطنة ابنه محمد الثالث، وأخيرا عقد الصلح مع الأتراك بمعاهدة سنفاتورك التي عقدت بين الأتراك وآل هابسبورج، ورفعت الجزية التي كان يدفعها الملوك العثمانيون، ثم شبت الثورات الداخلية بسبب أن جنود الإنكشارية فقدوا احترامهم لسلطة السلطان، وأصبح الجيش العثماني في حال لا تدعو إلى الاطمئنان، فظلوا في انهزام متواتر، وانتهز الفرصة فخر الدين الدرزي المعني في لبنان وجنبلاط الكردي في سوريا وناديا بالاستقلال، وفي سنة 1617 مات السلطان أحمد، وخلفه أخوه مصطفى فتنازل بعد ثلاثة أشهر لابن أخيه عثمان الثاني، ونشبت الحرب بين العثمانيين والبولنديين مما اضطر السلطان إلى أن يشترك بنفسه في القتال، فاضطر السلطان عثمان إلى عقد صلح مع العدو، وما انتهى القرن الثامن عشر حتى هزم الأتراك البحرية في لبانتى، وهزم الأتراك في فينا وأخرجوا من المجر.

وجاء بطرس الأكبر فأشعل النار ضد الأتراك، وفتح أبواب البحر الأسود في وجه القيصر، وكان إلى ذلك الحين بحيرة عثمانية. وعقدت معاهدة بازارو ويج، وخسر الأتراك ممتلكاتهم في المورة وجزر الأرخبيل، ثم قامت الحرب الروسية التركية، فقد تقدم الروس سنة 1770 عبر الجوردان والأفلاق إلى أن بلغوا نهر الدانوب، واحتلوا كيليا وبندر وإيرائيل، وظهر في بحر إيجة لأول مرة أسطول روسي كبير لإشعال الثورة في الإيجيين، وأضرموا النار في الأسطول العثماني في خليج جشمه على ساحل آسيا الصغرى، وخيف على إستنبول نفسها من هجوم مفاجئ. وفي السنة التي تليها انتصر الروس انتصارا آخر؛ فاستولوا على بارقوم، وأخضعوا شبه جزيرة القرم كلها، وتنازل الباب العالي عن جميع مطالبه في بولندة.

وهكذا كان الإسلام وسياسة الأتراك في أوروبا مثارا للصليبيين ليعتمدوا عليهما في التنكيل بالمسلمين.

ثم كان القرن التاسع عشر فتجددت الحروب الصليبية، وكانت الفرصة للنصارى أسنح ؛ لأن تركيا بدأت في الضعف بعد القوة حتى سموها «الرجل المريض»، واتفقت دول أوروبا على تقسيم الشرق إلى مناطق نفوذ، وتطبيقا لهذه الخطة هجم نابليون على الشرق بتنظيماته الجندية الجديدة يقابلها سوء حالة الجيش العثماني، ففي يوليو سنة 1798 جند نابليون حملة على مصر بحجة واهية، وهي أن سوء إدارة المماليك كان يعرض ممتلكات الفرنسيين للخطر، فقضى على المماليك مؤقتا بما تم له من نصر قرب الأهرام، ثم كان من نتائج انتصار نلسن عند أبي قير أن جعل مركز الفرنسيين في مصر حرجا يتعذر الدفاع عنه.

وفي صيف سنة 1798 وجه السلطان سليم الثالث بضع سفن حاملة جنودا إلى مصر، وساعد محمد علي في المعارك التي تلت حتى أكره الفرنسيون على الجلاء، ولكن لم يكن للأتراك العثمانيين يد كبيرة في طرد الفرنسيين من مصر. وزاد الطين بلة أن محمد علي باشا أحس قوة جنده ونظامهم، وأنه أقوى من العثمانيين فهزم الأتراك في نصيبين، وانضمت فرق تركية بكاملها إلى الجنود المصرية، وكانت هذه الكارثة عظيمة الأثر السيئ على الأتراك والمسلمين جميعا؛ لأنه كشف ضعفهم وبين ما هم فيه من الفوضى وسوء الحال، فطمعت دول أوروبا في الاستيلاء على المملكة العثمانية، فتقدم الإيطاليون إلى طرابلس واحتلوها بعد أن كانت خاضغة لحكام إقليميين، ثم تقدم الفرنسيون إلى الجزائر وامتلكوها، واحتل الفرنسيون تونس ثم مراكش، واحتل الإنجليز مصر، وذهبوا إلى السودان، وسعى غوردون لتوطيد الحكم البريطاني المصري في السودان، وقضى كتشنر على إمبراطورية المهدي محمد بن عبد الله حسن المهدي، ثم قصدت أوروبا إخضاع فارس وأفغانستان، واصطدم محمد شاه بالبريطانيين في أفغانستان واقتسمت روسيا وبريطانيا النفوذ في فارس، وهكذا تقسمت أوروبا الشرق وحطمته كل تحطيم، ولم تسمح بأي حركة إصلاحية؛ لأنها عدت الإصلاح عدوا لها، فلما ساءت الحالة جدا بدأ الوعي القومي في البلاد الإسلامية كلها يتنبه بما فيه من خطر، وإذ ذاك ظهر زعماء إصلاح في كل قطر تقريبا، يسودهم كلهم التفكير في موقف قطرهم إزاء الغرب، وكيف الخلاص من هذا النفوذ الأجنبي. وكان كل زعيم ينادي بالإصلاح حسب منهجه ومزاجه: فمحمد بن عبد الوهاب مثلا ظهر في الحجاز، وكان من قبيلة تميم، ظهر في أواخر القرن الثامن عشر، وكان أهم مبادئ إصلاحه الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، ودافع عن مبدأ الأخذ بالحديث، والاعتماد عليه كليا عكس ما فعل الفقهاء السابقون من أخذهم بالرأي، واقتنع بمذهب أحمد بن حنبل في اعتماده على الحديث، ودرس مؤلفات ابن تيمية، وكل هذا أقنعه بأن الإسلام لم يعد كما كان، وأن الأتراك شابوه بكثير من المساوئ، وأعاد الرجم للزاني والزانية، واكتسبت تعاليمه أنصارا كثيرين ومريدين، وأبطل الأضرحة وهدمها، وحرم لبس الحرير وأي زينة وزخرف في المساجد، كما تشدد في تحريم المسكرات وتحريم التدخين، ولكن يؤخذ على حركته التشدد والقسوة اللذان هما من طبيعة البدو.

وفي فارس ومصر ظهر جمال الدين الأفغاني يناهض استبداد الحكام، ويفهم الرعية حقوقها وواجباتها، ويدعو إلى رفع نير الاستعمار، فنفته إنجلترا من البلاد.

Bog aan la aqoon