فمن الخطأ أن يسمى النظام الإسلامي نظاما ثيوقراطيا؛ فالإسلام أرسل إلى الناس كافة ودعا إلى أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، فكل الأرض وطن المسلم، ووجب تناصر المسلمين مهما كانوا.
وأساس الحكم في الإسلام هو الشورى قال - تعالى:
وأمرهم شورى بينهم ، وقد ثبت أن النبي
صلى الله عليه وسلم
استشار أصحابه في أمر أسارى بدر، وفي غزوة الخندق، وفي صلح الحديبية، وعمل بما أشاروا به. •••
ثم إن الإسلام لم يضع نظاما خاصا للخلافة بل تركه لاختيار أهل الحل والعقد، وترك للمسلمين أن يختاروا تفاصيله في قانون مكتوب أو متعارف، وأن يراعوا البيئة التي نشأوا فيها ليضعوا ما هو الصالح لهم، كل ما في الأمر أنه يجب أن يراعوا في دستورهم وأحكامهم الأصول التي وضعها الله - تعالى - في التحليل والتحريم، فإذا قلنا إن الإسلام ترك الحكم مؤسسا على نظام شورى مراعى فيه صالح الشعوب والظروف المحيطة بهم لم نبعد. والخليفة أو الملك ليس مسئولا فقط أمام الله، بل مسئولا أيضا أمام أهل الحل والعقد، بل أمام الشعب كله. وقد خاطب الله المسلمين في كل ما يتعلق بالحكم مثل:
فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ،
براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين .
وعمر قبل أن تحاسبه عجوز، وحاجه مسلم صغير لما اطلع على عورة منه من ظهر البيت لا من بابه؛ وفي هذا كله يخالف النظام الإسلامي النظام الثيوقراطي الذي يجعل الملك مسئولا وحده أمام الله وحده.
وقد أراد الرسول
Bog aan la aqoon