Ha Dhaco Sibawayh
لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
Noocyada
اليوم أيضا، علينا ألا نكتفي بالقول بأن العربية هي لغة القرآن، وبالتالي فلا يمكن أن تمس وسيظل العرب يتحدثون بها إلى الأبد، فهذا لا يكفي، وإنما علينا أن نعمل جاهدين على تطويرها؛ حتى تلائم احتياجاتنا وتظل لغتنا التي نفاخر بها الآخرين.
وكما قلت في المقدمة فإن اللهجات كانت موجودة منذ ظهور اللغة العربية في الجزيرة، وعندما انتصرت لغة قريش بفضل نزول القرآن الكريم بها انزوت اللغات واللهجات الأخرى كلغة أدب وكتابة، لكنها ظلت متواجدة بصورة أو بأخرى في اللغات المستخدمة في الكلام.
وأهم ما يجب أن نعرفه أن اللغة العربية الراقية التي نزل بها القرآن وكتبت بها روائع الأدب العربي الكلاسيكي، لم تستخدم كما هي كلغة للكلام في أي عصر من العصور، فحتى في زمن الرسول
صلى الله عليه وسلم
كان عامة الناس يتحدثون لغة تمتزج فيها اللغة الراقية باللهجات المسيطرة على اللسان العربي.
وكلما ابتعدنا زمنيا عن اللحظة الفاصلة وهي نزول القرآن، كلما ابتعد الناس عن الفصحى لحساب اللهجات في كل مكان بالعالم العربي، أي أن الناس في العصر الإسلامي بالجزيرة العربية كانوا يتحدثون لغة أقرب إلى الفصحى منهم في العصر الأموي، وكانوا أقرب إلى الفصحى في الأموي من العباسي، وهكذا إلى يومنا هذا الذي أصبحت فيه الفجوة واسعة بالقدر الذي يلمسه أي مراقب لا تحركه العواطف وحدها.
واللافت للانتباه أن اللهجات قد انتصرت كلغة للتعامل اليومي، حتى في مكة المكرمة وهي مهد الرسول
صلى الله عليه وسلم
ومنبع اللغة العربية وبؤرة الفصاحة والبيان.
وهناك سؤال يقفز تلقائيا إلى الذهن: لماذا هجر الإنسان العربي في كل زمان ومكان العربية الفصحى، ولجأ إلى لغة أخرى للتعامل اليومي والإعراب عما في صدره؟ لماذا لا يذهب العاشق إلى محبوبته ويقول لها حرفيا: «أنا هائم في غرامك.» أو «وجهك الصبوح يهز كياني»؟ ولو قال لها مثل هذه العبارات، فالأرجح أن العلاقة بينهما ستنتهي بهذا الغزل البليغ. فلماذا يفضل دائما العاشق عبارات غزل مستقاة من اللهجة الدارجة التي تعبر أفضل تعبير عما في نفسه؟
Bog aan la aqoon