Ha Dhaco Sibawayh
لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
Noocyada
ولم يكتف المسيحيون بالمشاركة في إصدار الصحف والمجلات في العالم العربي، فقد كانوا سباقين أيضا في إنشاء الصحف العربية في الخارج.
ومن الرواد الأوائل في هذا المجال رزق الله حسون الذي بادر عام 1855م بإصدار جريدة «مرآه الأحوال» في الآستانة عاصمة الخلافة الإسلامية.
وأصدر أديب إسحق في باريس مجلة «مصر القاهرة» عام 1879م، تلاه خليل غانم عام 1881م بإصدار «البصير» في عاصمة النور.
أما في أمريكا فقد أصدر اللبنانيون في المهجر عدة صحف في أواخر القرن التاسع عشر وبداية العشرين لا يتسع المجال لاستعراض أسمائها هنا.
وعندما انفتح العالم العربي على الغرب في عصر النهضة، كان المسيحيون اللبنانيون سباقين إلى ترجمة عيون الأدب الفرنسي والإنجليزي خاصة إلى العربية، تماما كما حدث في أوج ازدهار الدولة العباسية. وكان أشهر هؤلاء سليم البستاني ونجيب طراد ونيقولا رزق الله وطانوس عبده.
كما كان لبعض المسيحيين إسهام لا يستهان به في مجال اللغة والنحو، من أمثال بطرس البستاني والخوري نعمة الله باخوس ونصيف اليازجي، وله كتب في شرح النحو والصرف مثل «نار القرى في شرح جوف الفرا» و«الجمانة في شرح الخزانة».
وهناك أدلة لا حصر لها على عشق المسيحيين للعربية ودفاعهم عنها في مواجهة كل محاولات التشويه.
ففي بداية القرن العشرين ظهرت بالعراق مجلة «لغة العرب» التي نذرت نفسها لحماية العربية من أية شوائب، وللإبقاء على نقاء اللغة، وكان صاحبها الأب أنسطاس الكرملي.
كما أصدر إبراهيم اليازجي (1847-1906م) كتابا بعنوان «لغة الجرائد»، يحمل فيه بعنف على لغة الصحافة حرصا منه على لغة الضاد.
ويتضح من هذا الاستعراض السريع مدى إسهام المسيحيين في دعم وتطوير اللغة العربية في كافة العصور وكل المجالات، من نشأة الكتابة إلى الأدب إلى الترجمة إلى الطباعة إلى الصحافة، جنبا إلى جنب مع إخوانهم المسلمين.
Bog aan la aqoon