ولماذا حصل هذا الاتفاق بين الأرقام؟
لأن الرجة التي نشأت من تحريك الدولاب كافية لإخراج هذه الأرقام، وغير كافية لإخراج أرقام غيرها، ولو زادت الرجة قليلا أو نقصت قليلا لخرجت منها أرقام غير تلك الأرقام، وكان لهذا الاختلاف سبب معقول لا يرجع إلى المصادفات.
ولماذا كتبت الأرقام على الورقة قبل ذلك؟
إنها لم تكتب مصادفة بغير سبب؛ لأن العدد 5555 لا يقع بعد العدد 5554 وقبل العدد 5556 من باب المصادفة أو الرجم بالغيب، ولكنه واقع هناك بترتيب لا يقبل التقديم والتأخير.
ثم نرجع إلى الورقة نفسها فنسأل: لماذا أصبحت ورقة؟ ولماذا طبعت ووزعت؟ ولماذا اتبع في طبعها وتوزيعها ذلك النظام؟ وكل جواب على كل سؤال من هذه الأسئلة يرينا أنها ورقة كسائر الأوراق، وأنها لم تتحول من إحدى حالاتها إلى الحالة الأخرى إلا لسبب كسائر الأسباب التي تدور عليها حوادث الوجود.
فلا مصادفة في اللوترية.
ولا مصادفة في الحياة.
وغاية ما هنالك أنها ترجع إلى أسباب لا نعرفها، أو لا نسيطر عليها إذا عرفناها.
أما أنها مصادفات لا سبب لها، فذلك غير ممكن وغير معقول.
لكننا نقصد معنى من المعاني حين نقول: إن الحياة لوترية، ويغلب أن يكون المعنى الذي نقصده أن نصيب العاملين في الحياة لا يساوي مجهودهم في جميع الأحوال، فتارة ينقص وتارة يزيد، كما يشتري الإنسان ورقة واحدة بقرش واحد فيربح ألف جنيه، أو يشتري مائة ورقة بمائة قرش فيضيع ثمن ما اشتراه.
Bog aan la aqoon