أما الذي يخصه فمثل معرفة الله تعالى، وأما الذي يخص غيره فكمعرفة الحيض، والنفاس إذا كان ذكرا، والحج، والزكاة إذا كان فقيرا، وأما الذي يعمه وغيره فكمعرفة الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج إذا كان غنيا، والقسمة الصحيحة هو أن يقول العلم على ضربين علم ل ايتبعه عمل، وعلم يتبعه عمل:
فالأول: كمعرفة الله تعالى، والثاني على ضربين:
أحدهما: يلزمه العمل بمعلومه كالصلاة، والصيام، والحج فمن وجد عليه.
والثاني: لا يلزم العمل بمعلومه كالحيض والنفاس، فإن العالم بهذه لا يلزمه العمل بمعلومه يعني بمعلوم العلم.
والعمل ينقسم إلى قسمين: عقلي، وشرعي، والعقلي ينقسم إلى قسمين: ضروري، واستدلالي.
فالضروري هو: [36أ] ما علم وجوبه بضرورة العقل مثل قضاء الدين ورد الوديعة، وشكر المنعم، والاستدلالي هو: ماعلم وجوبه بدلالة العقل مثل النظر في معرفة الله تعالى، والشرعي ينقسم إلى قسمين: ضروري، واستدلالي.
فالضروري هو: ما يعلم وجوبه إلا بضرورة الشرع، والمعلوم بضرورة الشرع مثل الصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، والمعلوم بدلالته مثل النية، والتكبيرة، وقرآة فاتحة الكتاب، وأما الترك فهو على ضربين: عقلي، وشرعي:
فالعقلي: ما لا يعلم قبحه إلا بضرورة العقل، أو بدلالته، أما الذي يعرف قبحه بضرورة العقل فهو مثل الظلم، والكذب، والغش، وأما الذي يعلم قبحه بدلالته فهو مثل الكذب الذي فيه جلب نفع، أو دفع ضرر، فإنا إذا علمنا أن الكذب إنما قبح لكونه كذبا، قلنا هذا قد شاركه في وجوه القبح فوجب أن يكون قبحا.
وأما الشرعي: فهو ما لم يعلم قبحه إلا بضرور الشرع، أو بدلالته أما ما يعلم قبحه بضرورة الشرع فمثل الربا، وشرب الخمر، وقطع الصلاة، وما أشبه ذلك، وأما ما يعلم قبحه بدلالته فهو مثل نكاح المتعة، ونكاح الشغار، والخروج على إمام المسلمين، وأما شرائط حسن التكليف فهي أربعة:
Bogga 62