والمشقة في الترك: عبارة عما يلحق النفس ستشترك ما تشتهيه وذلك أمر موجود في النفس.
وأما وجه الاحتراز بها فهو من القديم تعالى فإنه عالم بوجوب الواجبات عليه، ولا تلحقه مشقة في فعلها [34ب].
وأما وجه اشتراطها فإنها خاصة الحد الذي شبه بها الاصطلاح في اللغة؛ لأن التكليف في اللغة مأخوذ من المشقة، وهي التكليف فيجب أن يكون في الاصطلاح مشبها به.
قلنا: أو في الفعل تشبيه احترازا من تحديد العلم بالله تعالى فإنه لا يلحق به مشقة بل تقيدوا به، وإنما يلحق المشقة في سببه وهو النظر.
قلنا: أو ما يتصل به احترازا من وقت القرآن بالصوت الحسن فإنه لا يلحقه مشقة بل يلتذ به ويشتاق إلى قرآته، وإنما يلحق فيما يتصل به وهي حراسته من الزنا، والسمعة، وغير ذلك من المحبطات، وفي ذلك مشقة شديدة.
وأما قوله: مالم يكن ملجأ فينبغي أن تتبين حقيقة الإلجاء، والملجأ، والملجي، وقسمته، وذكر الاحتراز به، ووجه اشتراطه في التكليف، أما الملجي فهو: فاعل سبب الإلجاء، والملجأ على ضربين: ملجأ إلى الفعل، وملجأ إلى الترك، فالملجأ إلى الفعل هو من بلغ به داعي الحاجة إلى الفعل حدا لا يقابله صارف يقاومه.
Bogga 59