أما الأصل الأول: وهو أنها لو كانت قديمة لكانت كائنة فيما لم يزل، فلأن القديم هو الموجود فيما لم يزل، والجوهر لا يوجد إلا وهي متحيزة، ولا يكون متحيزة إلا وهي كائنة على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى في الدعوة الثالثة.
وأما الأصل الثاني: وهو أنها لا تجوز إن تكن كائنة فيما لم يزل فلأنها كانت لا تخلو إما أن تكون كائنة لذاتها أو بفاعل أو لعلة، ولا يجوز أن تكون كائنة لذاته لمجالات ثلاثة:
أحدها: أنه كان يلزم أن تكون الأجسام في جهة واحدة؛ لأن ذواتها متماثلة، والإختصاص لبعض الأجسام ببعض الجهات دون بعض، بل هي معها على سواء.
الثاني: أنه كان يلزم أن يكون الجسم في جميع الجهات على سواء، ولا إختصاص له ببعضها دون بعض.
Bogga 151