وزحف الفريقان بعضهم إلى بعض، وكان فخر الدولة على الميسرة مقابلا لعلي بن كامه «7» صاحب جيش مؤيد الدولة، فأظهر الغناء «8» وأحسن البلاء، وحمل عليه حملة زحزحته عن مقامه كليما، وطرحته إلى استراباذ هزيما. ولو أعين بمدد في الحال، لفسح له ضيق المجال، وجعلها آخرة القتال. لكن القوم نافسوه فخذلوه، لا جرم أن كوكبة من كتائب الديلم، عطفت على من تشاغل بالنهب والإغارة من أوباش الخراسانية «1»، فطبقوا عليهم حبالة «2» الأسر والحيف «3»، ثم عرضوا عن آخرهم على السيف.
Bogga 55