Yamini
اليميني
وأمر السلطان بضرب الأعواد والجذوع تجاه مقبرة [218 ب] صاحبهم أبي العباس مأمون بن مأمون خوارزمشاه، وصلبهم أجمعين عليها، مع عدة ممن «1» اتهمهم بالدين، وعدهم معد الناكبين عن قصد السبيل. وأمر بالكتابة على جدران تلك المقبرة بأن هذا قبر فلان بن فلان، بغي «2» عليه حشمه، واجترأ «3» على دمه خدمه، فقيض الله «4» يمين الدولة وأمين الملة أبا القاسم محمود بن ناصر الدين سبكتكين حتى انتصر «5» له منهم، وصلبهم على الجذوع عبرة للناظرين، وآية للعالمين.
وأمر من بعد بالأسرى فوضعت الأغلال في أعناقهم يقادون إلى غزنة دار الملك فوجا بعد فوج، حتى إذا حصلوا بها وقد امتلأت منهم العيون، وغصت بهم المحابس والسجون، من عليهم بالإفراج، وفرض لهم في جملة «6» سائر الحشم والأجناد، ووضعهم مواضع أمثالهم من ديار الهند ربايا يحمون أقطارها، وينفضون عن عيون العيث «7» مناكبها وأطرارها.
وولى خوارزم حاجبه الكبير أبا سعيد التونتاش، فأقام بها قامعا نجوم الفساد، وفاقئا عيون الغي والعناد. إلى أن نضب ماؤهم، وأذعن للطاعة أفناؤهم، واستقرت تلك الأسباب، ودرت الأحلاب، وذلك تقدير العزيز العليم «8»، [والحمد لله رب العالمين «9»] «10». [219 أ]
Bogga 399