324

وكان صاحب الجيش أبو علي محمد بن محمد بن سيمجور لما افتتح باب الاستعصاء على الرضا نوح بن منصور رام أن يستضيف ولاية الغرش إلى ما يليه، وأن يجد من جانب الشارين طاعة له في أوامره ونواهيه. فأظهرا «1» التمرد «2» عليه كراهة لاختياره على أرباب الملك الذين أعطوهم المقادة قديما، وسلموا لطاعتهم «3» تسليما، وإدلالا «4» بحصانة صياصيهما [182 أ] وقلاعهما، ومناعة حواشيهما وأشياعهما، ومحاماة للرضا «5» على حقوق طاعتهما وسوابق حرماتهما، إذا «6» هم أبو علي [بمنازعتهما ملكا ورثاه، أو طمع في فضل مال اقتنياه، فلم ينهنه «7» أبو علي] «8» أن جرد إليهما أبا القاسم الفقيه- أحد أنياب دولته وأركان دعوته- في جيوش كثيفة، وخيول على الآلاف منيفة، فناهضهما في عقر دارهما، متوقلا «9» إليهما فوارع تصافح السماء، وشوامخ تناطح الجوزاء، ومتوغلا مخارم تمرد على السلوك مرود السموم على غلاظ السلوك «10». يناجزهما في تلك المقامات التي يدار «11» عندها بالرؤوس، ويغشى على النفوس، ويلجئهما من مضيق إلى مضيق، ويفجعهما «12» بفريق بعد فريق ، حتى أجلاهما عن قرارة بيتهما «13» إلى قلعة «14» ورثاها «1» أباهما «2» في أخريات هاتيك الجبال، تزل عن أعاليها أقدام الغيوم، وتحلق دون مبانيها «3» كرام الطيور.

وملك عليهما حصون «4» جبالهما، وسهول ديارهما ومحالهما، يجبيها ويتتبع «5» ما ينسب إلى كل واحد منهما فيها، إلى أن صمد الأمير ناصر الدين سبكتكين صمد أبي علي فاسترد أبا القاسم الفقيه شغلا بالبازل «6» القرم عن الثني «7»، وبالعقاب المنقض عن «8» الكركي، و[علم] أن قد أتى «9» الوادي فطم على [182 ب] القرى.

Bogga 336