وبلغ أبا علي خبر الحادثة، فأرسل إلى ذوي التحزب والتألب باحثا عما دعاهم إليه، فأظهروا «1» الضجر بمكانه، والتبرم بطول زمانه، وساموه مفارقة كرمان ليستقر الأمر على ابنه اليسع بطاعتهم له «2»، وتوخيهم موافقته. فعرك أبو علي قولهم بجنب المداراة والاحتمال في عاجل الحال، ثم جمع ما قدر عليه من صنوف الأموال، وكر عائدا إلى بخارى مخليا بين اليسع وبين تلك الولاية. وأقام ثقتيه بسويه «3» بن مهدي وترمش «4» الحاجب على خدمة اليسع وكفالة أمره، إذ كانت حداثته تقتضي استخلاف مثلهما في دهائهما وقوة رأيهما على حضانة أموره، وتبصيره الرشد في وجوه تدبيره.
ولما وصل أبو علي إلى بخارى، بولغ في تعهده، وإكرام مورده «5»، وإحلاله «6» من الإيثار والإكبار محل مثله «7»، إلى أن توفي بها في شوال سنة ست وخمسين وثلثمائة.
Bogga 317