وكتب أبو الفضل الهمذاني البديع إلى الشيخ الوزير أبي العباس «7»: [161 أ] «هذا ورب الكعبة آخر ما في الجعبة، لقد أنصف من رامى القارة «1»، ومحا السيف ما قال ابن دارة «2»، ثم لا نزوة بعدها للترك، ولا تحلم بعدها بالملك. لقد كاس «3» السلطان إذ عفر لله «4» شعره، وعرض على الله فقره، وفوض إلى الله أمره، وأخلص لله نذره، وناهض بالله خصمه، وسأل الله حوله، ولم يعجبه كثرة الملأ حوله، شد الله بذلك أزره، وقوى أمره، وأعز نصره، وأقطعه عصره، وأطعمه ملكه، وأورثه أرضه، إن الظفر بأسبابه، والموفق يأتي الأمر من بابه.
وله فصل، منه:
إنه الجلاد، ثم البلاد، مساكنكم، لا يحطمنكم سليمان «5»، كتب الله ليغلبن السلطان. وراءك، إن السيف أمامك وخلفك، إن الموت قدامك:
وأرضك أرضك إن تأتنا ... تنم نومة ليس فيها حلم
Bogga 296