282

واستعد للحرب، فخرج السلطان في عساكر الترك والهند والخلج والأفغانية والغزنوية، أنشاء «8» الجد والصدق، [158 ب] وأبناء المشق والرشق، إلى معسكر له على أربعة «9» فراسخ من البلد «10» يعرف بقنطرة چرخيان، وسيع المجال على الرجال، رحب الفضاء على الدهماء. وزحف أيلك إلى محاذاته في عدده الدهم، وعسكره المجر، فتطارد الفرسان، وتجالد الشجعان سحابة يومهم على رسم الطلائع، أمام الوقائع، إلى أن كفهم حاجز الليل، وأصبح الناس على ميعاد الحرب، فعبأ السلطان رجاله صفوفا كالجبال الراسيات، والبحار الزاخرات، ورتب في القلب أخاه صاحب الجيش نصرا، ووالي الجوزجان أبا نصر أحمد بن محمد الفريغوني، وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم الطائي، في كماة الأكراد والعرب، وسائر جماهير الهنود، ومساعير الجنود. ورتب في الميمنة حاجبه الكبير أبا سعيد التونتاش فيمن برسمه من أعيان الرجال، وفرسان الزحف والصيال. وندب للميسرة «1» أرسلان الجاذب فيمن تحت قيادته «2» من نجوم الأبطال، ورجوم القتال. وحصن الصفوف بزهاء خمسمائة من فيلته التي تميد الجبال من أثقالها، وترتج لها الأرض بزلزالها.

وأقبل أيلك فشحن قلبه بخواص غلمانه، وأعلام فرسانه. وولى [159 أ] قدر خان ميمنته في أتراك الختن، بين آجام العوامل والجنن «3»، وشحن بجعفرتكين «4» أخيه «5» ميسرته بكل أليس «6» كالشجاع المحرج «7»، والحسام المرهف، بين وقايات الزغف «8» والجحف «9». وتحامل بعضهم على بعض، فخيلت المعركة سماء غمامها مثار القسطل، وبروقها بريق البيض والأسل «10»، ورعودها صليل السلاح، ورشاشها صبيب الجراح.

Bogga 292