وأحاطت به السيوف حيث لا ماء إلا منابع الأفواه وهي عاصبة، ولا مرعى إلا شكائم اللجم وهي عاضبة. وأسر أخو سباشي تكين في زهاء سبعمائة من وجوه الأفراد، ورتوت القواد. [157 ب] وأمر السلطان بقراچولياتهم «1» فأفرغت قيودا لكعابهم، وجوامع لرقابهم، وحملهم إلى غزنة ليري أهلها حسن صنع الله فيمن شاقه، ونقض عهده وميثاقه.
ونجا سباشي تكين في خف من العدد بجريعة الذقن «2»، فعبر جيحون إلى أيلك الخان «3».
وقد كان أيلك «4» عبر جعفرتكين في زهاء ستة آلاف «5» رجل إلى بلخ ثانيا لا ستفساد عزيمة السلطان في قصد سباشي تكين وإخراجه، فتهاون بهم حتى فرغ الخاطر من أمره، ووضع ما أنقضه من الشغل به عن ظهره، ثم ثنى العنان إليهم شدا أغص الهواء بغباره، واستغرق أوقات ليله ونهاره، فلم يرعهم إلا راياته بأجنحة النجاح طائرة، وخيوله في صهيل المراح سائرة. وكمن لهم السلطان، فلما رأوا الكمين، انفلوا منهزمين، يختمون دعوة الخلاص بآمين آمين. وتبعهم صاحب الجيش أبو المظفر نصر بن ناصر الدين سبكتكين على ساحل جيحون، كاسعا لأدبارهم، ومثخنا في غمارهم، إلى أن عبروه، فسلمت خراسان من عيث سوادهم، وخلت عن مبثوث جرادهم.
Bogga 290