222

وكان أبو القاسم بن سيمجور مقيما بقومس، فلما مضى فخر الدولة لسبيله، انحاز إلى جرجان متغلبا عليها، وكاتب شمس المعالي قابوس بن وشمكير في الامتداد إليها، ليقوم بتسليمها إليه، وتقريرها في يديه؛ فسار على سمت الروغد «5» حتى وافى جرجان، وأبو القاسم بن سيمجور «6» باستراباذ، وقد جهز من الري أبو العباس فيروزان ابن الحسن في جماهير المشاهير من قواد الديلم والأكراد [لدفعه عنها] «7»، وكان قد أطمع أبو القاسم من بخارى في ولاية قهستان وهراة، وأمر بمعاودة خراسان للاعتضاد به، والاستظهار بعدته وعديده، فجرد عزمه للانصراف، وضرب تلك المواعيد بالإخلاف، غير حافل بما يلحقه من المذمة بخذلان من جشمه لنصرته، واستقدمه على ما تحت يده «8» وقدرته، وسار نحو إسفرايين. فانقلب شمس المعالي [قابوس ابن وشمكير] «9» إلى نيسابور على حرة النهل «10»، استيناء بالوقت إلى مقتطف الرجاء ومخترف «1» الأمل، وتربصا بما حوته رحم الليالي من جنين [125 أ] المقدور في إدالة الميسور على المعسور. ولما رأى أمور آل سامان مختلة النظام، منحلة العراقي والأوذام «2»، لا تزداد على الرقع إلا خرقا، وعلى الرتق إلا فتقا، مخض «3» الرأي فيما يقيم له مائد أمره، ويحوش عليه آبد ملكه، فكانت زبدة مخضه أن سرب الاصبهبذ شهريار بن شروين إلى جبل شهريار «4» لا ستصفائه، فسار نحوه [بمن] تحت لوائه، وعلى الجبل يومئذ رستم بن المرزبان، خال الأمير أبي طالب رستم بن فخر الدولة صاحب الري، فتناهدا للقتال على رسمهم في الاحتراس بالتراس، وادراع لباس البأس. فشد عليهم الاصبهبذ شدة شردتهم بين المهامه والدكادك «5»، وأقحمتهم «6» لهوات «7» المعاطب والمهالك. وأصاب منهم غنيمة جسيمة، بعد أن قتل منهم مقتلة عظيمة. وأقام الخطبة بالجبل «8» على شمس المعالي قابوس بن وشمكير.

Bogga 230