217

وهام الآخرون على وجوههم يتساقطون من كسع الأدبار في الآبار، ويلوذون من ضرب الأخادع بالمخادع، ويفزعون من شن الغارات إلى المغارات، والطلب يقطع دابرهم، ويقرع «1» بالأول آخرهم، حتى خلت «2» سجستان من عيث شرارهم، وسلمت «3» من بث شرارهم.

وفتح الله تلك المملكة على السلطان فتحا ثانيا، وملكا تاليا «4»، فلم يسمع على الأيام، بمثله فتحا في غلق الظلام. واستقامت هيبة السلطان في أهل سجستان، حتى نامت لياليهم عن دبيب العقارب، وصرير الجنادب «5». وأنشدني «6» بعض أهل العصر على تفيئة النصر:

يا أيها الملك الذي زند المعالي يقتدح ... لا زال ثغرك باسما من أجل ثغر تفتتح

وأنشدني أبو منصور الثعالبي في هذا الفتح الشهير والنجح الكبير يمدح [122 ب] السلطان يمين الدولة وأمين الملة:

يا خاتم الملك ويا قاهر ال ... أملاك بين الأخذ والصفح

عليك عين الله من فاتح ... للأرض مستول «7» عن النجح

راياته تنطق بالنصر بل ... تكاد تملي كتب الفتح

كم أثر في الدين أثرته ... يقصر عنه أثر الصبح

وكم بنى للملك «8» شيدتها ... تثني عليها ألسن المدح

فاسعد بأيامك واستغرق ال ... أعداء بالكبح وبالذبح

Bogga 225