نعم، وصفت سجستان للسلطان، فهدأت «3» عيون الفتن، وسقطت نجوم الإحن، وانقطعت أطماع الخلفية «4» بها عن التعصب والتحزب، وانخفضت أبصارهم دون التوثب والتغلب. ورجع السلطان إلى غزنة باهر الأمر، عالي القدر «5»، قد صنع الله له فيما رامه، وسدد نحو المراد سهامه، وشهره بافتراع «6» المدينة العذراء، واستصفاء المملكة الغراء، واطلاع ذروة الرجاء، وادراع «7» الأمة العز والعلاء. وأنشدني أبو منصور الثعالبي في فتح سجستان من قصيدة لنفسه:
سعدت بغرة وجهك الأيام ... وتزينت ببقائك الأعوام
وتصرفت بك في المعالي همة ... تعيا بها الأفهام والأوهام
ولقد فرشت مهاد عدلك فاغتدت ... تتوارد الآساد والآرام
وافتض سيف علاك كل مدينة ... بكر عليها للإياس ختام
هذي زرنج «1» استغلقت وتمنعت ... فكأنها إلا عليك حرام [121 أ]
ففتحتها وأبحتها ومنحتها ... نفرا هم لفنائك الخدام
وقدمت والأيام تنشد في الورى ... بيتا تجيد نشيده الأيام
قد جاء نصر الله والفتح الذي ... تزهي بكتبة وصفه الأقلام
بأجل أحوال وأيمن مقدم ... وأتم إقبال يليه دوام
ورحم الله البديع أبا الفضل الهمذاني حيث يقول في السلطان يمين الدولة وأمين الملة «2»:
تعالى الله ما شاء ... وزاد الله إيماني
أأفريدون في التاج ... أم الإسكندر الثاني
أم الرجعة قد عادت ... إلينا بسليمان
أظلت شمس محمود ... على أنجم سامان
وأمسى آل بهرام ... عبيدا لابن خاقان
إذا ما ركب الفيل ... لحرب أو لميدان
رأت عيناك سلطانا ... على منكب شيطان
Bogga 222