إذا اقشعر زمان من جدوبته ... أغنى الورى وكفى جود له وكفا بسخطه يدع الأفلاك خائفة ... والشمس حائرة والبدر منكسفا
يرى التوقف في يومي وغى وندى ... وصما فإن عن رأي مشكل وقفا
لله نصل ضئيل في أنامله ... أعاد حظي سمينا بعدما نحفا
يهين أمواله كي يستفيد بها ... عزا يؤثل في أعقابه الشرفا
والمرء للوم في أحواله هدف ... إن لم يكن ماله من دونه هدفا
لا يلحق الواصف المطري معانيه ... وإن يكن سابقا في كل ما وصفا
وأنشدني أبو الفضل الهمذاني قصيدته التي «1» مدح «2» بها خلف بن أحمد، وأولها:
سماء الدجى ما هذه الحدق النجل ... أصدر الدجى حال وجيد الضحى عطل
لك الله من عزم أجوب جيوبه ... كأني في أجفان عين الردى كحل
كأن السرى ساق، كأن الكرى طلا ... كأنا لها شرب، كأن المنى نقل «3» [120 أ]
وفيها يذكر أباه بهمذان، واستقباله الحجيج للسؤال من خبره، والبحث عن وطنه ووطره:
يذكرني قرب العراق وديعة ... لدى الله لا يسليه مال ولا أهل
إذا ورد الحجاج لاقى رفاقهم ... بفوارتي دمع هما السجل والنجل
يسائلهم كيف ابنه أين داره ... إلام انتهى لم لم يعد هل له شغل
أضاقت به حال؟ أطالت له يد؟ ... أأخره نقص؟ أقدمه فضل؟
يقولون وافى حضرة الملك الذي ... له الكنف المأمول والنائل الجزل
فقيد له طرف وحلت له حبى ... وخير له قصر ودر له نزل
وفاضت عليه مطرة خلفية ... بها للغوادي عن ولايتها عزل
Bogga 220