Yuhuudda ee Caqiidada iyo Taariikhda
اليهودية في العقيدة والتاريخ
Noocyada
لقد حمل نوح معه نماذج حيوانية ولكنه نسي أن يحمل معه نماذج نباتية، فكيف وجدت الحيوانات بعد انحسار الطوفان ما تقتاته وقد أهلك الطوفان نبات الأرض وحيوانها؟ وهل كان من الممكن أن تبقى الأشجار متأصلة في مغارسها وقد أذاب الماء الثرى من حول جذورها؟ وهل كان من الممكن أن تحتمل الأشجار وقر كيلومترات من الماء لا يقل ضغطها عن 8000 طن على كل متر مربع؟
لسنا ندري كيف ثابت الحياة إلى عالم النبات، ولكنا نفرض أن الأمر استلزم سنة حتى تنبت الأرض ما يكفي لعلف آكلات العشب من حيوانات السفينة، ومعنى ذلك أنه كان على نوح أن يحمل مع تلك الحيوانات ما يقوم بأودها سنتين لا سنة واحدة، وهذا يعدل وزنها 20 مرة أو 30.
إنا لنرثي لنوح وأولاده وزوجاتهم فقد كان عليهم أن يقوموا بأعمال سواس للدواب ومروضين للوحوش وحواة للثعابين، وأن يؤلفوا بين الحيوانات المتعادية بفطرتها (كالذئب والكلب). وكان عليهم أن يكسحوا أرواث الحيوانات وأبوالها ويلقوا بها من النافذة الضيقة التي ليس ثم غيرها في السفينة ذات الطبقات الثلاث. ولا ريب أن الروائح الخبيثة كانت تنبعث بقوة في ذلك الإصطبل الطافي فوق العباب فتزكم آناف نوح وعترته، ولعله كان عليهم أيضا أن يقوموا بتكييف الهواء على نحو ما ليهيئوا لمختلف الحيوانات ما يلائمها من الأجواء. (10)
ما الذي كان من أمر الحيوانات التي لا تطول آجالها أكثر من بضعة أسابيع أو بضعة ايام؟ إن الذباب يعيش في طور الحشرة الكاملة أقل من شهر، وتستغرق دورته الكاملة ما دون الشهرين، فهل ماتت الذبابتان اللتان اصطفاهما نوح قبل أن تريا البر؟
وهل أنتجتا قبل موتهما 500 ذبابة جديدة تبيض كل مما فيها من الإناث 500 بويضة تخرج منها 500 ذبابة أخرى، وهكذا دواليك فلا ينتهي الطوفان بعد سنة وبضعة أيام حتى تكون السفينة قد أصبحت تعج بالذباب. (11)
ما الذي صار إليه أمر السمك والحيوانات البحرية التي تعيش في الماء العذب الفرات وتلك التي تعيش في الماء الملح الأجاج بعد أن امتزجت مياه البحار بثمانية أمثالها من مياه الأمطار لكي تحجب قنن الجبال؟ أغلب الظن أن كثرة من ذلك السمك قد هلكت وهلكت معها سائر الحيوانات البحرية بعد أن أصبحت المياه التي تحتويها غير ملائمة لحياتها. (12)
من أين انسابت كل تلك المياه التي غمرت الكوكب الأرضي والتي بلغ سمكها 9 كيلومترات: «انفجرت كل ينابيع الغمر وانفتحت طاقات السماء» (تكوين 7: 11).
ترى أين هذه الينابيع؟
يتوهم الكاتب الموحى إليه أن في قيعان البحار ينابيع في طاقتها أن تفيض بمقادير غير محدودة من الماء مدخرة في مستودع مركزي بباطن الأرض. ولكن كيف تنبثق المياه من الينابيع إلى الأعلى؟ إن العلم ينكر هذه الينابيع ويقول بأنه إذا صح أن في باطن الأرض مستودعا مركزيا لمادة ما فإنما تفعمه ... السائلة لا المياه.
ويتوهم الكاتب الموحى إليه كذلك أن ثم مقادير هائلة من الماء مودعة فوق ذلك الجسم الصلب الذي يدعونه الجلد يعنون به قبة السماء: «وقال الله ليكن جلد في وسط المياه وليكن فاصلا بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وكان كذلك ودعا الله الجلد سماء» (تكوين 1: 6-8).
Bog aan la aqoon