Wasiirrada iyo Kutubta
الوزراء والكتاب
Noocyada
[32]
هل لك في ألفي دينار على أن تتكلم بكلمة حيث يسمعها أمير المؤمنين؟ قال: عجل على الألفين وأقول ما شئت، فعجلها له، وقال له: بك صبيا من صبيانه، فإذا بكى فقل له: اسكت، فكأنك في صلفك وعزتك ابن خالد القسري لما بلغت غلثه ثلاثة عشر ألف ألف درهم. ففعل الخادم، وسمعها هشام فأضب عليها. فدخل عليه حسان بعد ذلك، فقال له: أدن مني، فدنا منه، فقال: كم غلة خالد؟ فقال: ثلاثة عشر ألف ألف درهم، فقال له: فكيف لم تخبرني بذلك؟ فقال له: وهل سألتني؟ فوقرت في نفس هشام حتى عزله.
ولما أراد هشام صرف خالد بن عبد الله، وكان بحضرته رسول يوسف بن عمر، قد ورد عليه من اليمن، وهو يتقلدها له، فدعا به وقال: إن صاحبك لمتعد طوره، يسأل فوق قدره، وأمر بتخريق ثيابه وضربه أسواطا، وقال له: الحق بصاحبك، فعل الله به وفعل! ودعا بسالم الكاتب على ديوان الرسائل، فقال له: اكتب إلى يوسف بن عمر، بشيء أمره به، واعرض الكتاب علي. فمضى سالم ليكتب ما أمر به، وخلا هشام، فكتب كتابا لطيفا إلى يوسف، وفيه: سر إلى العراق، فقد وليتك، وإياك أن يعلم بك أحد، واشفني من ابن النصرانية وعماله. وأمسكه في يده، وحضر سالم بالكتاب الذي كتبه، فعرضه عليه، واغتفله فجعل الكتاب الصغير في طيه وختمه، ودفعه إلى الربيع، وقال له: ادفعه إلى رسول يوسف. فلما وصل الرسول إلى يوسف، قال: ما وراءك؟ قال: الشر، أمير المؤمنين ساخط عليك، وقد أمر بتخريق ثيابي وضربي، ولم يكتب جواب كتابك، وهذا كتاب صاحب الديوان. ففض الكتاب وقرأه، فلما انتهى إلى آخره، وقف على الكتاب الصغير بخط هشام، فاستخلف ابنه الصلت بن يوسف، وسار إلى العراق.
Bogga 53