Wasiirrada iyo Kutubta
الوزراء والكتاب
Noocyada
[129]
فعاود نافذ حجابتي، فكتبت إليه:
جعلت فداءك من كل سوء ... إلى حسن رأيك أشكو أناسا
يحولون بيني وبين السلام ... فما إن أسلم إلا اختلاسا
وأنفذت رأيك في نافذ ... فما زاده ذاك إلا شماسا
فلما وصلت رقعتي إليه ضحك، وأمر بإزالة الحجاب عني، وكثرت عنده.
وذكر إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: قال لي إبراهيم بن المهدي: خلا جعفر بن يحيى في منزله يوما، وحضر ندماؤه، وكنت فيهم، فتضمخ بالخلوق، ولبس الحرير، وفعل بنا مثل ذلك، وتقدم إلى الحاجب بحفظ الباب إلا من عبد الملك بن نجران كاتبه، فوقع في أذن الحاجب عبد الملك، ومضى صدر من النهار، وبلغ عبد الملك بن صالح مقام جعفر في منزله، فركب إليه، فوجه الحاجب إلى جعفر: قد حضر عبد الملك، فقال: يؤذن له، وهو يظنه ابن نجران، فدخل عبد الملك بن صالح في سواده ورصافيته، فلما رآه جعفر اسود وجهه، ورآنا على حالنا، وكان عبد الملك لا يشرب النبيذ، وكان ذلك سبب موجدة الرشيد عليه، لأنه كان يلتمس ندامة فيأبى عليه، فوقف عبد الملك على ما رأى من جعفر، فدعا غلامه، فناوله سواده وقلنسوته، وأقبل حتى وقف على باب المجلس الذي نحن فيه، فسلم وقال: افعلوا بنا ما فعلتم بأنفسكم، فدنا منه خادم، فألبسه حريرة، وجاء فجلس، ودعا بطعام فأكل، ودعا بنبيذ، فأتوه برطل فشربه، وقال لجعفر: والله ما شربته قبل اليوم، فليخفف عني، فدعا له برطلية جعلت بين يديه، وجعل كلما فعل من ذلك شيئا سرى عن جعفر، فلما أراد الانصراف قال له جعفر: سل حاجتك، فما تحيط مقدرتي بمكافأة ما كان منك، فقال: إن في قلب أمير المؤمنين هنة، فتسأله الرضا عني، فقال: قد رضي عنك أمير المؤمنين، قال وعلي أربعة آلاف ألف درهم تقضى عني، قال: إنها لعندي حاضرة، ولكن أجعلها من مال أمير المؤمنين، فإنها أنبل لك، وأحب إليك، قال: وإبراهيم ابني أحب أن أشد ظهره بصهر من أولاد الخلافة، قال: قد زوجه أمير المؤمنين الغالية، قال: وأحب أن يخفق لواء على رأسه، قال: قد ولاه مصر.
Bogga 234