232

Wasiirrada iyo Kutubta

الوزراء والكتاب

[128]

أياما، ثم جلس، وكانت القصص قد كثرت، فنفض أكثرها، وجاءه رسول الرشيد يأمره بالمصير إليه، فقال للرسول: قل له: يا سيدي، الساعة أجئ ونظر فيما بقى، فجاءه الرسول ثانية يستحثه، وكان في القصص قصة طويلة، دقيقة الخط رديئته، فوافاه الرسول وهي في يده، وأعجله أن يستتمها، وكان يحتاج في فهمها إلى مدة، وكره، وقد نظر إليها في يده، أن تطرح فيما لم ينظر فيه، فوقع على ظهرها: يعمل في ذلك بما يعمل في مثله على سنن الحق وقصده، وجهة الإنصاف وسبيله إن شاء الله . فورد على الكتاب من ذلك ما لم يرد مثله، وامتثلوه، ثم صار ذلك رسما للرؤساء.

وكان المأمون في حجر محمد بن خالد بن برمك، فنقله الرشيد إلى حجر جعفر، فأشار على الرشيد ببيعته للعهد بعد محمد، وقام بالأمر حتى عقده له، وشخص به معه من الرقة إلى مدينة السلام، حتى أكد البيعة له، وأخذ الأيمان على بني هاشم والوجوه بها، وكاتب العمال في جميع النواحي بذلك، ثم انصرف إلى الرقة.

وضع أبان بن عبد الحميد بن لاحق، مولى الرقاشيين، كتاب كليلة ودمنة شعرا، وأهداه إلى جعفر، فوهب له مئة ألف درهم، وقد ذكر محمد بن داود في طبقات الشعراء: أن يحيى بن خالد اشتهى حفظ كتاب كليلة ودمنة، فقلبه له أبان شعرا، ليسهل عليه حفظه، وذكر أنه أربعة عشر ألف بيت.

وكان أبان خاصا بجعفر وبيحيى بن خالد، وكان يحيى قلده ديوان الشعر، فكان الشعراء يرفعون إليه أشعارهم في البرامكة، فيسقط ما يرى إسقاطه، ويعرض ما يرى عرضه، فأسقط مرة شعر أبي نواس فيما أسقط فقال فيه:

صحفت أمك إذ سمتك ... في المهد أبانا

قد علمنا ما أرادت ... لم ترد إلا أتانا

صيرت باء مكان التاء ... والله أعانا

Bogga 232