227

Wasiirrada iyo Kutubta

الوزراء والكتاب

[125]

الأموال، إذا لم تظهر الصنيعة عنده، ولم تنطق النعمة بالشكر عنه؟ ثم أنشد بيت نصيب:

فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب

وكان الأصمعي هجا البرامكة فيما بعد، وكفر نعمتهم، فقال عند نكبتهم:

إذا ذكر الشرك في مجلس ... أضاءت وجوه بني برمك

ولو تليت بينهم آية ... أتوا بالأحاديث عن مزدك

وكان الرشيد قد أحب الغزو، وكان من رسمه أن يحج سنة ويغزو سنة، وكان يلبس دراعة قد كتب من خلفها حاج، ومن قدامها غاز، فطلب نقفور الهدنة على أن يؤدي إليه عن كل حالم ممن عنده من الروم دينارا، سواه وسوى ابنه، فأبى الرشيد ذلك، ثم تراضيا على الصلح، وأشار عليه يحيى بن خالد بقبوله إياه فصالحه وهادنه، فانصرف عنه، ولما صار بالرقة نكث نقفور وغدر، فكره يحيى بن خالد أن يعرف الرشيد ذلك فيغتم له، ويرجع باللوم عليه، لما كان من مشورته عليه بمصالحته، فأمر عبد الله بن محمد الشاعر، المعروف بالمكي، أن يقول في ذلك شعرا، وينشده الرشيد، فقال:

نقض الذي أعطيته نقفور ... فعليه دائرة البوار تدور

أبشر أمير المؤمنين فإنه ... فتح أتاك به الإله كبير

فقال الرشيد ليحيى: قد علمت أنك احتلت في إسماعي هذا الخبر على لسان المكي، ونهض نحو الروم، فافتتح هرقلة.

وأحب الرشيد تقليد جعفر الخاتم، وكان إلى الفضل، فقال ليحيى بن سليمان: أريد أن أوقع بهذا توقيعا لا يجري مجرى العزل للفضل، فكتب عنه إلى يحيى بن خالد: إن أمير المؤمنين رأى أن ينقل خاتم الخلافة من يمينك إلى شمالك.

ورد الرشيد إلى هرثمة بن أعين الحرس، وكان إلى جعفر، فقال له جعفر: ما انتقلت عني نعمة صارت إليك.

Bogga 227