225

Wasiirrada iyo Kutubta

الوزراء والكتاب

[123]

وإذا جهلت من امرئ أعراقه ... وقديمه فانظر إلى ما يصنع

وأخذ أبو الحجناء نصيب بيته الآخر من سلم الخاسر، حيث يقول:

لا تسأل المرء عن خلائقه ... في وجهه شاهد عن الخبر

قال الأصمعي: سمعت يحيى بن خالد يقول: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، وفينا لمن بعدنا عبرة.

ودخل محمد بن زيدان على الفضل بن يحيى، فقال له: من الذي يقول:

سأرسل بيتا قد وسمت جبينه ... يقطع أعناق البيوت الشوارد

أقام الندى والجود في كل منزل ... أقام به الفضل بن يحيى بن خالد؟

فقال له: سلم الخاسر، فقال: لا تسمه خاسرا، وسمه سلما الرابح، وأمر له بألف دينار.

ثم غلب سلم على الفضل بن يحيى، وكثرت فيه مدائحه، وعظم إحسان الفضل إليه، حتى قال فيه أبو العتاهية:

إنما الفضل لسلم وحده ... ليس فيه لسوى سلم درك

وكان الرشيد يسمي جعفرا أخي، ويدخله معه في ثوبه، وقلده بريد الآفاق ودور الضرب والطرز في جميع الكور.

وكان جعفر بليغا كاتبا، وكان إذا وقع نسخت توقيعاته، وتدورست بلاغاته. فحكى علي بن عيسى بن يزدانيروذ أنه جلس للمظالم، فوقع في ألف قصة ونيف، ثم أخرجت فعرضت على العمال والقضاة والكتاب وكتاب الدواوين، فما وجد فيها شيء مكرر، ولا شيء يخالف الحق.

قال ثمامة بن أشرس: كان جعفر بن يحيى أنطق الناس، قد جمع الهدو والتمهل والجزالة والحلاوة، وإفهاما يغنيه عن الإعادة، ولو كان في الأرض ناطق يستغني بمنطقته عن الإشارة لاستغنى جعفر عن الإشارة، كما استغنى عن الإعادة. وفيه تقول عنان جارية الناطفي:

بديهته وفكرته سواء ... إذا التبست على الناس الأمور

وصدر فيه للهم اتساع ... إذا ضاقت من الهم الصدور

وأحزم ما يكون الدهر رأيا ... إذا عجز المشاور والمشير

Bogga 225