211

Wasiirrada iyo Kutubta

الوزراء والكتاب

[114]

ثم ولى الرشيد جعفرا المغرب كله، من الأنبار إلى إفريقية، في سنة ست وسبعين ومائة، وقلد الفضل المشرق كله، من النهروان إلى أقصى بلاد الترك، فأقام جعفر بحضرة الرشيد، وشخص الفضل إلى عمله في سنة ثمان وسبعين ومائة، وودعه الرشيد والأشراف والوجوه، وساروا معه، فوصل وأعطى وأفضل.

ومدحه مروان بن أبي حفصة يوم سار فقال:

إذا أم طفل راعها جوع طفلها ... غذته بذكر الفضل فاستعصم الطفل

ليحيا بك الإسلام إنك عزه ... وإنك من قوم صغيرهم كهل

فوصله بمائة ألف درهم، وحمله وكساه، ووهب له جارية يقال لها: طيفور كاسية حالية، فقيل إنه حصل له سبع مئة ألف درهم ما بين ورق وعروض.

وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن داود: حدثني غسان بن ذكوان: قال حدثني رجل رأيته عند قبيصة المهلبي في سنة أربعين ومائة، قال: أنشدني إسحاق بن إبراهيم الموصلي لنفسه، في الفضل بن يحيى، وأخبرني أنه قال هذا الشعر، وعمل فيه لحنا، وغناه به، وأنه أمر له بشيء ذهب عني مبلغه:

وقائل قال لي لما رأى زمني ... يبري عظامي بري القدح بالسفن

هل كان بينكما فيما مضى ترة ... فصار يبغيك بالأوتار والإحن

لو كان بيني وبين الفضل معرفة ... فضل ابن يحيى لأعداني على الزمن

Bogga 211