195

Wasiirrada iyo Kutubta

الوزراء والكتاب

[106]

ومحمد بن أعين، وعبد الله بن عبدة.

وحكي أن أصحاب الحوائج كانوا يكثرون القعود على دكان، على باب يحيى بن خالد، وكان يحيى إذا رآهم وقف عليهم، ولقيهم ببشر وطلاقة، وأنه خرج يوما مبكرا، فلم ير منهم أحدا، فأنشد متمثلا:

وليس أخو الحاجات من بات نائما ... ولكن أخوها من يبيت على وجل

وكان يحيى بن خالد يقول: العجب للسلطان كيف يحسن، ولو أساء كل الإساءة لوجد من يزكيه، ويشهد بأنه محسن.

وكتب جعفر بن محمد بن الأشعث إلى يحيى بن خالد يستعفيه من العمل، فقال في كتابه: شكري لك على إخراجي مما أحب الخروج منه، شكر من نال الدخول فيه بك.

وطالب يحيى أبا عبيد الله معاوية بن عبد الله وزير المهدي بالدخول في جملته، ومشاركته في نعمته، وقلده ديوان الرسائل، وديوان الخاتم، وديوان الزمام، فأبى ذلك، وقال: قد كبرت سني، ولا حاجة لي إلى العمل، فتركه وقال: هذا يظن أن الأمور لا تتم إلا به!.

وفي يحيى يقول مروان بن أبي حفصة:

إذا بلغتنا العيس يحيى بن خالد ... أخذنا بحبل اليسر وانقطع العسر

سمت نحوه الأبصار منا ودونه ... مفاوز تغتال النياق بها السفر

فإن نشكر النعمى التي عمنا بها ... فحق علينا ما بقينا له الشكر

وفيه يقول أبو قابوس عمر بن سليمان الحيري:

رأيت يحيى أتم الله نعمته ... عليه يأتي الذي لم يأته أحد

ينسى الذي كان من معروفه أبدا ... إلى الرجال ولا ينسى الذي يعد

وكان يحيى يقول لولده: لابد لكم من كتاب وعمال وأعوان، فاستعينوا بالأشراف، وإياكم وسفلة الناس، فإن النعمة على الأشراف أبقى وهي بهم أحسن، والمعروف عندهم أشهر، والشكر منهم أكثر.

وكان ليحيى ابن يقال له إبراهيم، وكان جميلا، وكان يقال له لجماله دينار آل برمك، فتوفي وسنه تسع عشرة سنة، ووجد عليه يحيى، واغتم به، فقال أبو المنذر العروضي:

ما أرى حامليه حين أقلوا ... نعشه للثواء أو للقاء

Bogga 195