Wasiirrada iyo Kutubta
الوزراء والكتاب
Noocyada
[99]
الحراني، فخص بموسى، ولطف موقعه منه، واتصل بالمهدي عنه أشياء، يزيد فيها عليه أعداؤه ويكثرون، فكتب إلى موسى في حمله إليه، فضن به، ودافع عنه، وتعلل في حمله، فكتب: إن لم تحمله خلعتك من العهد، وأسقطت منزلتك، ونلتك بكل ما تكره. فلم يجد موسى بدا من حمله، فحمله مع بعض خدمه مكرما مرفها، وقال له : إذا دنوت من محل المهدي فقيده، واحمله في محمل بغير وطاء، وأدخله إليه بهذه الصورة، فامتثل الخادم ما أمره به في ذلك. واتفق أن ورد العسكر والمهدي يريد الركوب، وهو إذ ذاك بالرد والدار، فبصر بالموكب، فسأل عنه، فقيل: خادم موسى ومعه إبراهيم الحراني، فقال: وما حاجتنا إلى الصيد، وهل صيد أطيب من صيد إبراهيم؟ علي به، قال إبراهيم فأدنيت منه وهو على ظهر فرسه، فقال: إبراهيم! والله لأقتلنك، ثم والله لأقتلنك، ثم والله لأقتلنك، امض به يا خادم المضرب إلى أن أنصرف، فصار بي إلى المضرب، وقد يئست من نفسي، ففزعت إلى الله جل وعز والدعاء والصلاة، وانصرف المهدي، فأكل من اللوزينج المسموم، المشهور خبره، فمات من وقته، ويقال من الكمثرى، وتخلصت.
وقلد إبراهيم الحراني إسماعيل بن صبيح ديوان زمام الشام وما يليها، بشفاعة يحيى بن خالد إليه، لأن إسماعيل كان كاتبه، فأحب أن يضعه بموضع يستعلم منه ما يريد، فرفع إلى موسى الخبر أن يحيى شفع إلى إبراهيم الحراني، حتى استكتب إسماعيل، فهو ينقل الأخبار، فيؤديها إلى هارون، وكان إسماعيل بن صبيح يكتب قبل يحيى لأبي عبيد الله، وعرف يحيى بالخبر، فبادر بالمشورة على إسماعيل بالخروج إلى حران، فخرج إليها، واستخلف إبراهيم يحيى بن سليمان على جميع الأزمة، فلما خاطبه موسى بسببه، أعلمه أنه بحران.
وتوفي عبيد الله بن زياد بن أبي ليلى في سنة تسع وستين ومائة، فقلده عمله محمد بن جميل إلى ما كان يتقلد، وأمر موسى يحيى بن خالد أن يقوم بأمر هارون أخيه، وأقره على كتابته وعلى تدبير الأعمال التي كانت إليه.
Bogga 182