Wasiirrada iyo Kutubta
الوزراء والكتاب
Noocyada
[86]
شطير الدار، بعيد النسب، ثم حسر عمامته عن وجهه، وقال: أنا غيلان بن خرشة، أيا معشر بني أمية، أما فيكم صغير تستنشيءونه؟ أما فيكم فقير تنعشونه، أما فيكم ضعيف تجبرونه؟ إلى كم يأكل البصرة هذا الأشعري! فوقرت في قلوب القوم، وكانت سبب عزل عثمان أبا موسى، فعزله وولى ابن عامر، وهو عبد الله بن عامر بن كرز ابن حبيب بن ربيعة بن عبد شمس، في سنة تسع وعشرين، وهو ابن خمس وعشرين سنة.
وقلد المهدي عمارة بن حمزة الخراج بالبصرة، فكتب إليه يسأله أن يضم الأحداث إلى الخراج، ففعل ذلك، وقلده الأحداث مضافة إلى الخراج، وكان عمارة أعور دميما، وكرهه أهل البصرة، لتيهه وكبره، فرفعوا إلى المهدي عليه أنه اختان مالا كثيرا، فسأله المهدي عن ذلك، فقال: والله يا أمير المؤمنين، أن لو كانت هذه الأموال التي يذكرونها في جانب بيتي، ما نظرت إليها، فقال: أشهد إنك لصادق، ولم يراجعه فيها.
ودخل على المهدي صالح بن عبد الجليل، وكان ناسكا مفوها، فوعظه، وأبكاه طويلا، وذكر سيرة العمرين، فأجابه المهدي بفساد الزمان، وتغير أهله، وما حدث لهم من العادات، وذكر له جماعة من أصحابه، ومالهم من الأحوال والنعمة، وذكر فيهم عمارة بن حمزة، فقال: وقد بلغني أن له ألف دواج بوبر، سوى مالا وبر فيه، وسوى غيرها من الأصناف.
وحكي أن المهدي قال لعمارة بن حمزة: أبغني نديما ظريفا، فسمى له والبة بن الحباب، وكان شاعرا أديبا ماجنا، ويكنى والبة أبا أسامة، فدعا به المهدي، فأنشده يوما:
قولا لعمرو لا تكن ناسيا ... وسقني الخمرة من كاسيا
واردد على الهيثم مثل الذي ... هجت به ويحك وسواسيا
وقل لساقينا على خلوة ... أدن كذا رأسك من راسيا
ونم على صدرك لي ساعة ... إني امرؤ أنكح جلاسيا
فقال المهدي: أتريد أن تنكحنا؟ لا أم لك!
Bogga 159