Wasiirrada iyo Kutubta
الوزراء والكتاب
Noocyada
[67]
حتى فاضا على الضيعة فغرقاها، ثم غاض إلى دجلة، فأرسل أبو جعفر من سكر الماء، وأعاده إلى جهته، وأقام أربعين يوما ينتظر جفاف الأرض، ثم ركب وقف على الضيعة، وتبين كذب أبي أيوب، وانصرف ولم يقل شيئا، إلى أن عاد إلى بغداد، فأوقع به.
وكان أبو جعفر مدة مقامه بالأهواز منتظرا لجفاف أرض الضيعة، اشتهى سمكا طريا، قال له أبو أيوب: يا أمير المؤمنين، أنت تعلم أني أهوازي سمكي، ولنا عجائز يحسن صنعة السمك، فإن رأيت أن تأذن لي فأهيئه لك، فأظهر أبو جعفر التقبل لذلك من قوله، وأذن له في اتخاذه، فمضى لذلك. قال الربيع: فنهض أبو جعفر عن مجلسه، ودعاني، فقال لي: يا ربيع، اصبب علي الماء حتى أغسل وجهي، فبينا أنا أصب عليه، إذا رسل أبي أيوب قد دخلوا عليه بشيء كثير من السلال، فيها ضروب من خبز الماء والرقاق وخبز الأرز ، وصنوف السمك، قد اتخذ ضروبا من الصنعة الحارة والباردة، فقلت له: أنت يا أمير المؤمنين تعلم أني غير مستبطئ لسليمان، وإنه منى لعلي صداقة ومودة، ولكن أمير المؤمنين آثر عندي من نفسي، وقد علم سليمان ما يريده أمير المؤمنين به، فهل يأمن أمير المؤمنين أن يكون قد دس له في هذا الطعام شيئا؟ فقال لي: بارك الله عليك يا ربيع، وأحسن جزاءك، إنه ما دخل رأسي ما يأتي من عند سليمان من الألطاف شيء منذ كذا كذا من الدهر، فلا يسمعن منك هذا بعد، ودعا بغير ذلك الطعام، فأكل منه، وانصرف إلى بغداد، وأظهر السخط على أبي أيوب في سنة ثلاث وخمسين ومائة.
Bogga 122