Wulat Misr
ولات مصر
Baare
محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي
Daabacaha
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
Lambarka Daabacaadda
الأولى، 1424 هـ - 2003 م
فوليها يزيد بن عبد الله من قبل المنتصر ولي عهد أبيه على صلاتها، قدمها يوم الإثنين لعشر بقين من رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين فجعل على شرطه ابنه خالدا، وجعل خالد عليها علي بن إسحاق المونسي، ثم ولى على الشرطة يحيى بن أحمد بن عبد الله بن دينار، فأمر يزيد بن عبد الله حين قدمها المؤنثين من مصر وضربهم ونفيهم، وأن يطاف بهم، ومنع من النداء على الجنائز، وضرب فيه، وأمر بالمختارين، فجعلوا في الكور وهو أول من جعلهم فيها، وأمر يزيد بضرب رجل من الجند في شيء وجب عليه، فضربه عشرة فاستحلف يزيد بحق الحسن، والحسين إلا عفا عنه فزاده ثلاثين درة، ورفع ذلك صاحب البريد إلى المتوكل، فورد كتاب المتوكل على يزيد بضرب ذلك الجندي مائة سوط، فضربها وحمل الجندي إلى العراق لثمان خلون من شوال سنة ثلاث وأربعين.
وخرج يزيد بن عبد الله إلى دمياط مرابطا في المحرم سنة خمس وأربعين، ورجع إلى الفسطاط في ربيع الأول، فلما كان ببنها، بلغه أن الروم نزلوا الفرما، فرجع في جيشه إلى الفرما، فلم يلقهم.
وأمر يزيد في شوال ببيع الخيل التي تتخذ للسلطان وعطل الرهان، فلم تجر إلى سنة تسع وأربعين، وتتبع يزيد بن عبد الله الروافض، فحملهم إلى العراق، وورد كتاب المتوكل بابتناء المقياس الهاشمي للنيل، وبعزل النصارى عن قياسه، فجعل يزيد عليها أبا الرداد المعلم، وأجرى عليه سليمان بن وهب صاحب الخراج سبعة دنانير وذلك في سنة سبع وأربعين ومائتين، وظهر يزيد في شعبان سنة ثمان وأربعين على رجل، يقال له: محمد بن علي بن علي بن الحسين بن أبي طالب يعرف بأبي حدري، بويع له، فبعث يزيد إلى الموضع الذي كان فيه فأخذه، فأقر وأقر على جمع من الناس بايعوه، فأخذ بعضهم، فضربوا بالسياط، ثم أخرج بالعلوي هو وجمع من آل أبي طالب إلى العراق في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين.
وتوفي المتوكل ليلة الخميس لخمس خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين، وبويع محمد المنتصر، وتوفي الفتح بن خاقان وأقر المنتصر يزيد بن عبد الله عليها، ثم ورد كتاب المنتصر بأن لا يقبل علوي ضيعة، ولا يركب فرسا، ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها، وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا العبد الواحد، وإن كانت بينه وبين أحد من الطالبيين خصومة من سائر الناس قبل قول خصمه فيه، ولم يطالب ببينة، وكتب المنتصر إلى العمال بذلك.
Bogga 153