168

Wujuh Wa Nazair

الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري (معتزلي)

الكافر، ويجوز أن يكون أراد أنكم كنتم ترابا فجعلكم أحياء، والجماد قد تسمى ميتا على جهة التوسع؛ لأنه عدم الحس والحركة ..
الثاني: محي الحي بمعنى العاقل العارف، قال الله: (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا) ونحوه قول الشاعر:
لقد أَسْمَعْتَ لو نادَيْتَ حَيًَّا ... ولكنْ لا حياةَ لمَنْ تُنادي
أي: لو تنادي عاقلا، والمراد أنه لا يستعمل عقله، ولو لم يكن له عقل أصلا لم يكن مكلفا.
الثالث: الحي بمعنى المهتدي، قال الله: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ) أي: كافرا فهديناه ونحوه قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ) معناه لا يستوي المؤمن ولا الكافر، فأخرج ما لا يقع عليه الحاسة إلى ما يقع عليه الحاسة، كما قال: (أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ) وما كان مجري هذا المجرى، وهو أعظم في البيان؛ لأن العيان فضلا على ما سواه.
الرابع: الحياة بمعنى البقاء، قال: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) يعني: أن من يعرف أنه إذا قتل اقتُصَّ منه كفَّ عن القتل فبقى

1 / 192