124

Wujuh Wa Nazair

الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري (معتزلي)

أنا ربكم، فقد أخبر أنه القادر عليهم، وإذا كان كذلك فينبغي أن يخشى عقابه، ولا يعصى، ويرغب في ثوابه، فيعبد ويطاع.
الثالث: الإيمان. قال تعالى: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ) أي: أن توحدوه، ودليل ذلك قوله: (وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ). ووضعه الكفر بإزاء التقوى دليل على أن المراد بالتقوى: الإيمان.
والرابع؛ الإخلاص، قال الله تعالى: (فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
والخامس: الانتهاء إلى المأمور به، وترك تجاوزه، قال: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ)، أي: انتهوا إلى أمره في ذلك، ولا تجاوزوه.
وكل هذه الوجوه متقاربة، يجوز قيام بعضها مقام بعض.

1 / 148