وإلا فما معنى الوزنات الخمس في الإنجيل الطاهر؟ أنتم الوزنات الخمس، فالمسيح لم يكن تاجرا، ونحن العبيد الذين ائتمنوا عليها، فإن ربحنا دخلنا فرح سيدنا، وإن دفنا فضته يقول لنا: أخرجوا العبد البطال إلى الظلمة البرانية حيث يكون البكاء وصريف الأسنان.
وإذا أحد أول وفسر لكم غير هذا التأويل والتفسير فهو دجال يكذب على المسيح وكنيسته، لا تصدقوا الذين يتفلسفون على ربهم ليحللوا الربا والتجارة لأنفسهم، فهؤلاء عبيد المال وربنا قال: «لا يمكنكم أن تعبدوا ربين الله والمال.» إن هؤلاء الناس آلهتهم بطونهم كما قال مار بولس، لا يهتمون إلا للغد، ناسين كلام ربهم ومخلصهم.
نحن رجال الدين متجرنا في النفوس، مخازننا كنائسنا، والأسواق والدكاكين محرمة علينا، نحن يجري علينا ما قال ربنا لآدم أبينا الأول: «بعرق جبينك تأكل خبزك.» نحن لا يحل لنا الكسب من الأكياس بل من خيرات الأرض أمنا، فأنا أفلح وأزرع مثلكم، ومتى وضعت يدي على المحراث لا ألتفت ورائي، بل أنبسط إلى ما قدامي كما قال رسول الأمم، ومتى أويت إلى بيتي لا أفكر إلا بخيركم الروحي، ونحن وأنتم بألف خير ، نشكره تعالى.
أنتم التجارة التي حلت لنا، وواجباتنا أن نعمل ونعلم حتى ندخل ملكوت السماوات، فليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل من يعمل إرادة أبي الذي في السماوات، هكذا قال فادينا له المجد.
قال لنا الرب يسوع: أنتم نور العالم، فيا ويلنا إذا كان النور الذي فينا ظلاما، يا ويلنا إذا لم نكن مثلا صالحا لرعيتنا، فالابن يتبع أباه، والتلميذ معلمه، والمسيحي خوريه، والخوري مطرانه وبطركه، ومن لا يعمل بما يعلم لا تسمع كلمته، أما الحجة التي يلتجئ إليها المؤمنون إذا رأوا شكوكا في سيرتنا - نحن الكهنة والرؤساء - فيقولون: اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم. هذا خلط، المثل الصالح مطلوب منا قبل كل شيء آخر، فالمسيح قال: «الويل للعالم من الشكوك، والويل لمن تأتي على يده الشكوك.» ولو يرضى أن نكون كالكتبة والفريسيين والعشارين ما غير الناموس، وما قال لنا: «أنتم ملح الأرض، فإن فسد الملح فبماذا يملح؟»
لا تتبعوا القادة العميان الذين يعفون عن البرغشة ويبلعون الجمل ...
نحن السراج الذي لا يوضع تحت مكيال، بل على منارة ليشاهد الذين في البيت نوره، فيا ويلنا إذا كانت زجاجتنا مسودة بالخطايا والذنوب وسوء السيرة.
أنا أعظكم وأعلم أني خاطئ مثلكم، فالكمال لله يا أبنائي، ولكني أغسل نفسي دائما بعمودية الاعتراف والندامة والتوبة لأصلح مرآة لكم، وإلى الاعتراف والندامة والتوبة دعوتكم وأدعوكم ما عشت، فاقتربوا من مائدة الخلاص تشبعوا وتملئوا عيونكم من خيرات السماء والأرض، والقلب يضحك لكم.
من يعتقد منكم يا أولادي أن يدي ملوثة فلا يقبلها، هكذا يصلح الشعب رؤساءه، إن اليد الوسخة لا تستحق أن تلمس فكيف بالتقبيل، والراعي الذي يبغض غنمه يستحق لعنة الذئاب، نجنا يا رب. والأب الذي يكره أن يكون الفرح عند بنيه شيطان هو، رد عنا غضبك يا الله.
فأروني يا إخوتي الأحباء أن نعمة ربنا يسوع المسيح حلت فيكم، أصلحوا كل خلل بينكم لتقوموا مع المسيح وتستحقوا فرح القيامة، اتركوا النكايات والكيد لبعضكم، اغفروا للناس زلاتهم ليغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم؛ بهذا تعيشون بغناء عن أبواب الرؤساء والزعماء والمقربين من الحكومة الذين يحملونكم مكاتيبهم للحكام ليساعدوا هذا على ذاك، ويخربوا بيوتكم، السلام المسيحي يغنيكم عن البشر كلهم، كونوا مسيحيين.
Bog aan la aqoon