Weelka Marmarka
الوعاء المرمري
Noocyada
فبادره سيف قائلا: عم صباحا يا خال.
فقال الشيخ: عمت صباحا يا ولدي.
ووقف ينظر إليه صامتا.
فقال سيف في لهفة: نظرتك تتحدث يا سيدي.
فقال الشيخ وفي صوته رنة من الأسى: أبرهة!
فصاح سيف في فزع: ما لأبرهة؟
فقال الشيخ: لك طول البقاء.
ثم دخل وأخذ يحدثه بما سمعه من وفود أتت في الليل، تحمل ما سمعته من أنباء تطايرت إليهم مع الركبان العابرة.
الفصل الثاني عشر
قال الراوي: «إننا نتحرك معاشر البشر كما تريد لنا الطبائع المركبة فينا، ولا نملك من مصائرنا شيئا سوى ما يخيل لنا أننا نملكه منها. الحب والكراهة والأماني والأوهام تدفعنا وتأخذ بزمامنا قسرا، ونحن نحسب أننا نسعى إلى غاية مقدورة دبرناها بأنفسنا، وننخدع فيملي علينا الغرور أننا نختار كل أمورنا بعقولنا وإرادتنا . نحن كالمسافر في غابة كثيفة، لا نرى منها إلا الخطوة التي نوشك أن نخطوها، ثم إذا خطوناها لم نزد على طاعة الحدود والقيود التي تحتمها الطبيعة علينا. قد نتجه يمينا أو شمالا، وقد ينتهي بنا السير إلى بقعة مكشوفة تسطع عليها أشعة الشمس، فيملؤنا الإعجاب بأنفسنا ونقول: ما كان أحسن اختيارنا! وقد ينتهي بنا الطريق إلى هاوية عميقة، أو سد قائم، أو وجار وحش ضار، فنقف حائرين، ونتهم عند ذلك صروف القضاء ونندب حظنا. ولو تأملنا حياة من سبقنا لأدركنا طرفا من الحقيقة التي نضل عنها، وهي أن الأقدار لها حكمة وخطة أعلى من حكمتنا وأصرم من خطتنا.»
Bog aan la aqoon