Weelka Marmarka
الوعاء المرمري
Noocyada
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الوعاء المرمري
الوعاء المرمري
تأليف
محمد فريد أبو حديد
قصة جهاد بطل وأمه، من حياة سيف بن ذي يزن بطل اليمن.
تقديم
أكتب هذه القصة تذكارا لقطعة عزيزة من حياتي، وأهديها إلى هزة الشباب الكبرى في عام 1919.
كانت ليلة من ليالي فبراير سنة 1919 قبل أن تتفجر الثورة الكبرى، التي كانت كامنة في النفوس تنتظر الشرارة التي تشعل لهيبها، وكان القمر التام يغمر المنزه المنعزل الذي جلسنا فيه في حدائق القبة، وكانت إذ ذاك في عالمها الشعري الوديع قبل أن ينزل بها العمران إلى زحمة الحياة العابسة، وهبت النسمات الدفيئة علينا في ظلال الأشجار المبعثرة في المنزه كأنها تبشرنا بقرب مقدم ليالي الربيع. وكان الناس يجلسون حولنا أزواجا أزواجا يتلفتون في حذر من العيون الفاحصة، وهم يتناجون في همسات خافتة تحت أنوار مصابيح تتهامس كذلك بأشعتها الضئيلة. كان ذلك قبل أن يطلع على فتيان مصر وفتياتها برق المدنية الحديثة، وقبل أن تزول عنهم الغلالة الرقيقة التي كانوا يتسترون بها إذا أرادوا أن يختلسوا ساعة لقاء.
Bog aan la aqoon