Writings of Islam's Enemies and Their Discussion
كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها
Lambarka Daabacaadda
الأولى / ١٤٢٢ هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠٢ م
Noocyada
لما اجتمعت الحرورية يخرجون على علىّ قال: جعل يأتيه الرجل فيقول: يا أمير المؤمنين القوم خارجون عليك قال: دعوهم حتى يخرجوا، فلما كان ذات يوم قلت يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة فلا تفتنى حتى أتى القوم. قال: فدخل عليهم وهم قائلون فإذا هم مسهمة وجوههم من السهر وقد أثر السجود فى جباههم كأن أيديهم ثفن الإبل عليهم قمص مرحضة فقالوا ما جاء بك يا ابن عباس وما هذه الحلة عليك قال قلت ما تعيبون منى فلقد رأيت رسول الله ﷺ. أحسن ما يكون من ثياب اليمنية قال ثم قرأت هذه الآية ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ (١) .
فقالوا ما جاء بك؟ فقال: جئتكم من عند أصحاب رسول الله ﵃ وليس فيكم منهم أحد. ومن عند ابن عم رسول الله ﷺ. وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله جئت لأبلغكم عنهم وأبلغهم عنكم ... إلخ" (٢) .
ويقول الدكتور أبو زهو - رحمه الله تعالى - والذى يظهر أن الخوارج فى مبدئهم كانوا قومًا من الأعراب الجفاة الغلاظ الذين قال الله تعالى فى شأنهم ﴿الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (٣) .
فليس فيهم أحد من أصحاب رسول الله ﵃ الذين استضاؤا بنور النبوة، وفهموا القرآن على وجهه الصحيح فلا عجب أن يغتر الخوارج بظواهر القرآن، ولو كلفوا أنفسهم النظر فيه وحده لاهتدوا إلى آيات تأمر بالتحكيم فالله تعالى يقول فى سورة النساء ﴿فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ (٤) فالتحكيم أمر مشروع والحكمان إنما يحكمان حسب ما أمر القرآن العزيز ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ (٥) .
(١) جزء من الآية ٣٢ من سورة الأعراف. (٢) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ٢/١٠٣، ١٠٤. (٣) الآية ٩٧ من سورة التوبة. (٤) جزء من الآية ٣٥ من سورة النساء. (٥) جزء من الآية ٥٩ من سورة النساء
1 / 66